الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الموسيقيون: سرقة ألحان الأغانى الوطنية عرض مستمر




كتبت - آية رفعت

كان من الصعب ان يتعلق الجمهور باغنية وطنية فى السنوات الماضية ولكن مع ظهور عدد من الاغنيات التى تواكب الموسيقى العصرية وتعتمد على الرتم السريع بدأ الجمهور يتعلق بها بشدة وخاصة التى تعبر عن فرحته.. ولكن مع نجاح كل اغنية يظهر انتقادات لها واتهامات بسرقة الالحان فبعدما تسببت اغنية «تسلم الايادي» لتوجيه اتهام لمصطفى كامل انه سرق الحانها من اغنية «هل البدرى بدرى» تم توجيه اتهامات لأغنية «بشرة خير» للفنان حسين الجسمى والملحن عمرو مصطفى انها مسروقة من لحن محمد رحيم لأغنيته «لا كده ولا كده» لايمى و«كل ده» لشيرين وجدى.. ورغم ما شنه من حملة ضد الاغنية الا انه تراجع فى الايام الاخيرة لما حققته من نجاح جماهيرى معللا انه سعيد بفرحة الشعب المصرى ولا يريد اثارة المشاكل حولها. مما اثار التساؤلات هل سرقة الالحان ستستمر ؟ ولماذا يتم الاعتماد على الالحان الشعبية لجذب الجمهور ؟


فى البداية قال الملحن حلمى بكر انه يعيب على الملحن محمد رحيم انه بدأ بشن الحملات الاعلامية على زميله عمرو مصطفى بسبب المشكلة بينهما على اغنية خاصة ان اغنية «بشرة خير» قد حققت نسبة مشاهدة ومتابعة عالية من خلال الجماهير، مؤكدا ان رحيم كان عليه ان يلجأ للحصول على حقه قانونيا بدلا من اثارة الشوشرة على العمل. وأضاف قائلا: «بدلا من التشهير بالاغنية كان على رحيم ان يلجأ لجمعية المؤلفين والملحنين التى ستقوم بالتحقيق فى الامر لو وجدنا ان الاغنية مأخوذ منها اكثر من 4 موازين موسيقية سيكون ذلك سرقة ويتم تغريم الملحن الثانى اما اذا كان اقل من 4 فيكون فقط تأثر باللحن والرتم وليس سرقة. واعلم انه تخوف من اجتماع الناس حول الاغنية ولكن الحق ليس له شأن بنجاح الاغنية جماهيريا لأن حقوق الملكية الجماهير لا تتدخل بها».
وقال بكر إنه سعيد بالاغنيات الوطنية الشعبية التى تقدم فى الوقت الحالى مؤكدا انها تم اختيار الموسيقى الشعبية لها بكلمات محترمة تخلو من المفردات الهابطة، وجاء نجاحها بسبب اخراج الجماهير من حالة الرتابة والملل الذى يعيشون فيه، خاصة انها تعكس رد فعل الشعب وفرحته بالمناسبة التى تقدم من خلالها خاصة ان هناك من يرفض رتابة القديم منها.
ومن جانبه أكد الملحن هانى شنودة ان الاغانى التى تقدم وليدة اللحظة والحدث والمعبرة عن موضوع محدد مثل الانتخابات او الثورة لانها لا تعيش طويلا وتنتهى مع انتهاء الحدث، اما التى تحمل معانى مطلقة مثل «قواعد المجد» لام كلثوم و«يا بوى يا مصر» لمحمد الحلو.. فمن الممكن ان نغنى «احلف بسماها وبترابها» كل يوم وفى كل مسابقة ولكن لن نستطيع غناء اغنية «خلى السلاح صاحي» لانها انتهت بانتهاء فترة الحرب وانتصارنا فى 1973 ولكن اغنية مثل «بشرة خير» لحسين الجسمى سوف تعيش رغم انها موجهة إلى الانتخابات ولكن لاحتوائها على الرتم السريع السعيد الذى يحمل كلمات موجهة إلى محافظات مصر ومن المقرر ان تلقى نفس شهرة «نلضم اسامينا» لمحمد منير و«ادينا بندردش» لداليدا. وأضاف شنودة قائلا: «هناك اغان شعبية تم اعدادها ضمن الاغانى الوطنية دون ان تكون مباشرة لانها اغان توجه الجمهور لمشكلة معينة او لفعل وطنى عام مثل اغنية تدور حول مشكلة نهر النيل او اغنية «زحمة يا دنيا» لأحمد عدوية والتى تسببت فى لفت نظر الحكومية وقتها فى تنفيذ انضباط بالشارع المصرى بعد مرور 15 يوما فقط من الاغنية».
وعن سرقة الالحان اكد شنودة ان نجاح الاغنية وشهرتها ليس سببا فى تنازل الملحن صاحب الحق عن قضيته فالجريمة جريمة على حد قوله ولا تعتبر اغانى العصر الحالى الوطنية هى الاولى من نوعها التى يتم الحكم عليها بالسرقة فأغنية «مصر اليوم فى عيد» للمطربة شادية والملحن جمال سلامة تم تقديم قضية ضده مقدمة من الملحن عمر الجيزاوى وحكمت المحكمة بنصف ايرادها له عندما ثبتت التهمة عليه.
بينما يرى الفنان ايمان البحر درويش ان هناك عددا من الفنانين الذين يستثمرون نجاح اغنية ما باقتناص لحن مشابه لتقديم اغنية اكثر شهرة والعبرة دائما فى النهاية بالغناء الصادق وهو الذى يقدم فى احتفالات الدولة ويعيش مع الناس، وهو الفن الذى لا يقدم استغلالا لنجاح سابق او لموقف معينة، واضاف قائلا: «الناس تحتاج دائما للجديد والرتمات السريعة فى الالحان الوطينة استخدمت كصيغة جذب خاصة مع الذكاء فى اختيار الكلمات الجذابة مثلما فعل الشاعر ايمن بهجت قمر فى اغنية «بشرة خير» ولا اعتقد ان اللحن مسروق فالمشكلة فى الالحان تكمن فى تداخل النغمات الموسيقية معا وهذا ما حدث فى اغنية «تسلم الايادي» فقد تشابه اللحن الذى قدمه مصطفى كامل بلحن «تم البدرى بدري» ولكن التلحين نفسه مختلف رغم تأثر بعض النغمات ببعضها فقط فيختلط الامر على الملحن المدعى.
واكد درويش انه سعيد بحالة الفرحة التى تقدمها الاعمال الوطنية الحالية مثل «بشرة خير» والتى تدعم المشاركة بالانتخابات من خلال انعكاس لحالة الفرحة الشعبية بالشارع المصرى.
بينما قال الفنان هانى شاكر ان انتقاداته لاغنية «بشرة خير» لم تكن بسبب اتهام ملحنها بالسرقة ولكن لاعتراضه على الفيديو الكليب الخاص بها، وعن فكرة سرقة الالحان قال شاكر: «عندما تقوم بتلحين اغنية فهناك ما يسمى بالتأثر بالحان أخرى فمن الممكن ان يتم تداخل النغمات غصبا عن الملحن وتوارد الافكار الموسيقية مشكلة متواجدة منذ ايام الملحن محمد عبد الوهاب وهناك تشابه فى الجمل الموسيقية.. فمثلا انا من الممكن ان استمع للحن ما واختذله فى ذهنى حتى وقت بعيد فأتأثر به عند تقديمى لحن آخر. ويجب علينا ان نفوت هذه الازمات الصغيرة فيما بيننا فلن نعلق لبعضنا البعض المشانق».
وعن استخدمات التيمات الشعبية قال شاكر: «منذ زمن بعيد ونحن نستخدم التيمات الموسيقية الشعبية فى الاغانى الوطنية وتعيش طويلا لانها تؤثر كثيرا فى الشعب. وعلى سبيل المثال هناك اغنية مثل «السد العالي» فكانت تنتمى للطبقات الموسيقية المرحة والتى تحث على العمل وبناء البلد».