الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس: فداحة وبشاعة العمل الإرهابى بحق الأبرياء أوجب التدخل عسكريًا

الرئيس: فداحة وبشاعة العمل الإرهابى بحق  الأبرياء أوجب التدخل عسكريًا
الرئيس: فداحة وبشاعة العمل الإرهابى بحق الأبرياء أوجب التدخل عسكريًا




أدلى الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس بمقر رئاسة الجمهورية بحديث لمحطة «أوروبا - 1» الإذاعية الفرنسية.
وأكد الرئيس أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته، وضرورة تكاتف الجهود الدولية لدحر الإرهاب فى ليبيا، باعتبار ذلك سبيلا وحيدًا لتحقيق الأمن وإعادة الاستقرار.
وأضاف أنه يتعين تنسيق الجهود مع الدول الصديقة داخل الأمم المتحدة، خاصة فى مجلس الأمن باعتباره الجهة المسئولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، والمنوط بها اتخاذ تدابير عاجلة وفقا لميثاق الأمم المتحدة لمواجهة أى تهديد لهما، موضحا أن ما يحدث فى ليبيا يعد تهديدا واضحا للسلم والأمن الدوليين.
وشدد على ضرورة قبول الشعب الليبى لأى قرار دولى لتدارك الأوضاع فى بلاده لبسط الأمن واستعادة سيطرة الدولة الليبية على مقدراتها.
وأضاف الرئيس أنه يتعين العمل من خلال جهد دولى مشترك لرفع حظر توريد السلاح إلى الجيش الوطنى الليبى، مؤكدا حرص مصر على عدم التدخل عسكريا فى ليبيا احتراما لسيادتها الوطنية، إلا أن فداحة وبشاعة العمل الإرهابى بحق المواطنين المصريين الأبرياء أوجبت التدخل عسكريا، وأشار إلى أن معالجة الوضع فى ليبيا تتطلب جهدا جماعيا بالنظر لتدهور الأوضاع الأمنية إلى حد كبير.
وأكد الرئيس خلال حديثه أن المواطنة هى المبدأ الحاكم لتعامل الدولة المصرية مع شعبها، ومن ثم فإنه لا تفرقة ولا تمييز على الإطلاق بين مسلم ومسيحى فى مصر، فالجميع أبناء وطن واحد، أما الأديان فحرية اختيارها واعتناقها مكفولة للجميع، وفى كل الأحوال كان لزاما القصاص للدماء المصرية التى سالت فى ليبيا.
وذكر أنه سبق أن حذرت مصر مرارا وتكرارا من مغبة تردى الأوضاع الأمنية فى ليبيا على كل دول الجوار، سواء الجوار الجغرافى المباشر أو على دول شمال المتوسط الأوروبية، منوها إلى أن عملية الناتو غير المكتملة تركت الشعب الليبى أسيرا لميليشيات مسلحة ومتطرفة، ومن ثم فإنه حان الوقت لدعم خيارات الشعب الليبى الحرة المتمثلة فى الجيش الوطنى والبرلمان المنتخب والحكومة الليبية، كما يتعين العمل على جمع الأسلحة من كل الميليشيات والحيلولة دون تدفق السلاح مرة أخرى من دول أخرى إلى تلك الجماعات المتطرفة.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب بشكل عام، أكد أن ذلك لن يأتى من خلال المواجهات العسكرية والأمنية فقط، وإنما يتطلب الأمر عملا جادا ودءوبا على مختلف الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، بما فى ذلك تجديد وتصويب الخطاب الدينى وتنقيته من أى أفكار هدامة ودخيلة على صحيح الدين الإسلامى، منوها إلى دور الأزهر الشريف الذى يقوم به فى هذا الصدد باعتباره منبرا للوسطية والاعتدال.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية - الفرنسية، وجه السيسى التحية والتقدير لنظيره الفرنسى «فرانسوا أولاند» وللشعب الفرنسى، لما أبدوه من تفهم لحقيقة الأوضاع وطبيعة الظروف التى تمر بها مصر فى المرحلة الراهنة، وهو الأمر الذى انعكس فى التجاوب مع المطالب المصرية الخاصة بالتسليح والتعاون العسكرى، والتى تم التباحث بشأنها بين الجانبين أثناء زيارته لباريس فى نوفمبر الماضى.
وعلى صعيد علاقات مصر الدولية وما تشهده من تقارب مع الجانب الروسى، أوضح أن سياسة مصر الخارجية تقوم حاليا على أساس متوازن ومنفتح على كل الدولة الصديقة، إلا أن التطورات السياسية التى شهدتها مصر على مدار السنوات الأربع الماضية جعلت بعض دول العالم تفسر تلك التوجهات بطريقة غير صحيحة، ومن ثم فقد منحت مصر الفرصة والوقت لأصدقائها للتعرف على حقيقة الأوضاع فيها، مضيفا أن الشركاء الأوروبيين كانوا أسرع تفهما نظرا لقربهم جغرافيا لمصر مما جعلهم أكثر إدراكا لما تواجه من مخاطر.
وقد استعرض السيسى أثناء الحديث الجهود التى تبذلها مصر لضمان أمن السائحين واستعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر لسابق عهدها، منوها إلى أن تأشيرة الدخول التى يتم منحها للسائح تعنى ضمنيا ضرورة الحفاظ على أمنه وحياته. وألقى الضوء على المؤتمر الاقتصادى الذى ستنظمه مصر فى مارس المقبل، منوها إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى أصدقاء مصر من رجال الدولة ورجال الأعمال المهتمين بالعمل والاستثمار فى مصر، ومشيرا إلى أن مصر بوابة إفريقيا ونافذة على العالم العربى وأوروبا، فضلا عن كونها معبرا للتجارة العالمية عبر قناة السويس وما تشهده من تطوير عبر حفر قناة جديدة، وكذا المشروعات العملاقة الأخرى الجارى تنفيذها فى مصر.
وردا على تساؤل بشأن الشخصية الفرنسية التى يرى فيها الرئيس نموذجا يمكن الاقتداء به، أشار إلى الزعيم الفرنسى «شارل ديجول» الذى نجح فى تحقيق الكثير من آمال وطموحات شعبه، متمنيا أن يحالفه التوفيق لتحقيق نجاح مماثل يحقق غايات الشعب المصرى وحقوقه فى التنمية والتقدم.
وفى ختام اللقاء، أكد أن مواجهة الإرهاب وتحقيق الإرادة الحرة للشعوب تعد واجبا وطنيا على قادة وزعماء العالم، وأن الإنسانية سوف تحاكم كل من يتقاعس عن أداء دوره فى مكافحة الفكر المتطرف الذى يُعتبر بمثابة العدو الأول فى العديد من بقاع العالم.