الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«خالد أبو بكر».. محامى «السبّوبة» ركب الثورة ليصبح مذيعاً

«خالد أبو بكر».. محامى «السبّوبة» ركب الثورة ليصبح مذيعاً
«خالد أبو بكر».. محامى «السبّوبة» ركب الثورة ليصبح مذيعاً




كتب - عمر حسن

وجد فى ثورة 25 يناير فرصة للظهور داخل المشهد السياسى العام فى مصر، الذى كان مرتعا حينها لأى شخص يهتف باسم الثورة ويدافع عن شهدائها بغض النظر عن خلفيته السياسية السابقة، فامتطأ الثورة بقدميه ونصّب نفسه محاميا لشهدائها، محاولا جذب أنظار الرأى العام تجاهه بكلامه المعسول ومرافعاته الرنانة فى ساحات القضاء للدفاع عن حقوق الثوار الذين استغلهم أحسن استغلال واستخدم اسمهم للظهور اعلاميا على القنوات الخاصة، فعرفه الناس محاميا يضحى فى سبيل ارجاع الحق لأصحابه، لا يريد جزاء ولا شكورَا


 وبعد انطفاء وهج قضايا الشهداء بمرور الوقت وتضاعف المشاكل السياسية، أصبحت محاكمة «مبارك» هى الحدث الرئيسى الذى يتصدر المشهد المصرى حينها، فقفز مرة أخرى فوق أكتاف الثورة مستغلا حنق الشعب على مبارك وعائلته موكلا نفسه محاميا عن جميع الشعب لإرجاع أمواله المنهوبة من البنوك الأوروبية التى يضع فيها «مبارك» ثروته، فكان ذلك سببا كافيا لظهوره يوميا على المحطات التليفزيونة، حتى أصبح وجهه مألوفا لدى المشاهد، إلى أن تم الاتفاق معه للمشاركة فى تقديم برنامج «القاهرة اليوم» مع الاعلامى «عمرو أديب» ومن هنا بدأ اسمه يسطع فى سماء الفضائيات على أنه إعلامي.
خالد أبو بكر، شاب أربعينى، بدأ حياته محاميا، حيث سافر إلى باريس، لدراسة القانون، ومنذ 2002 وهو يعمل فى المحاماة بفرنسا، وعاد إلى مصر بعد أن ترافع كأول عربى يتحدث باللغة العربية أمام المحاكم الألمانية فى قضية الشهيدة «مروة الشربيني»، وكان السبق الأول فى التشريع الألمانى الذى أعطى الحق للمجنى عليهم فى استقدام محامِ من دولة الأصل، عاد بعدها إلى القاهرة ليمارس العمل القانونى عقب ثورة يناير، ثم العمل الإعلامى مؤخرًا، كما أنه تزوج من الاعلامية «جيهان منصور» التى كانت تقدم برنامج «صباح دريم» على قناة «دريم1» حينها، وذلك فى سرية تامة بعيدا عن عدسات الكاميرات.
شغل «أبو بكر» مناصب عديدة أهمها، عضوية الاتحاد الدولى للمحامين فى باريس عام 2001، ومنسق للعلاقات الخارجية لمنظمة العدالة الدولية بباريس، بالاضافة إلى تعيينه رئيسا لاتحاد المحامين العرب للعلاقات الدولية فى عام 2009، عضوا عاملا بنادى الصيد المصرى، فكان لها بالغ الأثر فى إثراء ثقافته، إلا أنها لم تساهم فى اكسابه المهارة الاعلامية الكافية و«الكاريزما» الملائمة لجذب المشاهد، خاصة أن بداية ظهوره الاعلامى مع «عمرو أديب» المعروف بحضوره الطاغى، وتغطيته على أى زميل يشترك معه فى تقديم الحلقات، فحاول «أبو بكر» مرارا وتكرارا اكتساب تلك «الكاريزما» مُقلدا «أديب» فى انفعالاته وحركاته إلا أنه فشل فى الوصول إلى ذلك.
تعرّض لاختبار مهنى قاسِ على يد المحاور «مفيد فوزي» المعروف بحنكته الاعلامية العتيقة، فلقنُه درسا خلال استضافة «أبو بكر» له فى احدى حلقات «القاهرة اليوم»، وذلك بعد أن سرد أبو بكر مقدمة عن مفيد فوزى ومدح خلالها مشواره الإعلامى على مدار 20 عامًا، ولم يذكر اسم البرنامج الذى قدمه فوزى خلال تلك الفترة وهو برنامج «حديث المدينة»، فقال له «فوزي»: «لا يجوز أن تتحدث عن مشوارى الإعلامى ولا تذكر اسم البرنامج كيف أكون ضيفك يا أستاذ أبو بكر ولا يكون لديك معلومة عنى ولا تعلم فى أى مكان اكتب»، متابعا: «أنا أعترف أنك أصبحت أفضل كثيرا فى تقديم البرامج، ولكن طالما أنك جلست على هذا الكرسى وأنت غير مهنى بمعنى أنك لست دارسا للإعلام فواجب على أن أصحح لك»، الأمر الذى أثار غضب أبو بكر ورد عليه قائلاً: «إيه المشكلة إنى لا اقرأ ليك وبتكتب فين، ما الأمر الذى يضيرنى فى ذلك، مش شرط أكون اقرأ لحضرتك» بما يعكس خبرته الاعلامية الضحلة التى لا تؤهله على الأقل وقتها من محاورة شخصية بحجم «مفيد فوزي».
ووقع «أبو بكر» مؤخرا فى سقطة إعلامية شنيعة حينما قال خلال برنامجه «القاهرة اليوم» المذاع على فضائية «اليوم» أثناء تعليقه على واقعة ذبح الـ21 مصريًا فى ليبيا، على يد تنظيم «داعش»: «كلهم بيقولوا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، ده كان آخر كلام الضحايا، فأعقبه «أديب» سريعا فقال: «يا خالد دول كلهم أقباط مفيش حد كان بيتشاهد».
أما على الجانب السياسى فقد اشتهر بتلوُن المواقف وتعديلها بما يتسق مع مصلحته الشخصية وذلك حسب الحالة المحيطة، فعلى سبيل المثال كان يكيل السباب ليلًا ويوميا لقطر وقناة الجزيرة وصحفييها، عبر برنامجه ويرتدى ثوب المحاماة صباح اليوم التالي، ويتوجه للمحكمة للدفاع عن صحفيى الجزيرة المتهمين ببث الشائعات والأخبار الكاذبة» ليقبض الملايين جرّاء ذلك، فمن أين تسب القناة والقائمين عليها فى حين تذهب فى الصباح للدفاع عنهم، والحقيقة أنه لا يوجد تفسير لذلك سوى البحث عن «السبّوبة».