الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واشنطن بوست: قلق أمريكى من التعاون الأمنى مع مصر فى عهد مرسى




وفقاً لصحيفة واشنطن بوست أعرب بعض المسئولين الأمريكيين عن قلقهم حول مستقبل التعاون فى القضايا الأمنية فى حقبة ما بعد مبارك، واعتبرت الصحيفة أن قضية طارق محمود أحمد السواح «54 عاماً» الذى تتهمه الولايات المتحدة بالانتماء إلى تنظيم القاعدة، يمكن أن تكون الشوكة الأولى فى العلاقة بين الحكومتين منذ انتخاب الرئيس الإسلامى الجديد لمصر.
 
وقال عمرو رشدى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أمس الجمعة: إن سفارة بلاده فى واشنطن قدمت طلباً رسمياً إلى وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء للإفراج عن طارق السواح، تشير فيه إلى أنه قضى 11 عاماً فى الاحتجاز دون محاكمة والنيابة العسكرية الأمريكية كانت قد أسقطت التهم الموجهة إليه فى مارس الماضى المتعلقة بتقديم الدعم إلى الجماعات الإرهابية فى أفغانستان.
 
وقال رشدى: إن السواح لم يتم اتهامه بأى جريمة حتى الآن، وهو مواطن مصرى تم اعتقاله بطريقة غير قانونية.
 
يذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية قد اتهمت السواح عام 2008 بتقديم الدعم المادى للإرهاب والتآمر، زاعمة أنه كان عضواً فى تنظيم القاعدة متخصصاً فى المتفجرات وقضيته لها أهمية كبيرة لأنه أصبح أحد أبرز المخبرين المحتجزين فى معسكر الجيش الأمريكى فى كوبا، وتم إسقاط التهم الموجهة إليه فى مارس الماضى ولم يتم توجيه أى تهم جديدة ضده.
 
وتعليقاً على هذه القضية، قال الكولونيل تود بريسيل، المتحدث باسم البنتاجون: إن الجيش لا يعلق على سجناء فرديين إلا إذا كان فى نطاق إجراءات محاكمة قضائية أو إعادة التوطين.
 
وأضاف: إن الاعتقال فى وقت الحرب حتى انتهاء فترة العداء هو أمر معترف به بموجب القانون الدولى.
 
بينما قال بروك جونسون المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى تعليق مكتوب: إن المسئولين الأمريكيين يعملون مع الحكومة المصرية على هذه القضية.
 
ونقلت الواشنطن بوست تعليق محللين مصريين على هذا الطلب، حيث قالوا: إن توقيت الطلب الذى يأتى تقريباً بعد شهر فقط من تولى محمد مرسى الرئاسة لا ينبغى أن يكون مفاجئاً.
 
وقال خالد أبوبكر وهو عضو فى الاتحاد الدولى للمحامين إن الجماعات الإسلامية الصاعدة فى مصر، التى احتشدت حول مرسى تعارض بشدة اعتقال المسلمين من جانب الولايات المتحدة.
 
وقال: ليس هناك شك ويجب أن نكون صادقين إننا الآن أمام رئيس بخلفية دينية، موضحاً أن من خلال هذا الطلب، يمكن أن يكون مرسى يحاول أن يفى بوعوده للناخبين الإسلاميين، وأضاف: الآن هو وقت دفع الفواتير.
 
وذكرت الصحيفة أن الجماعة الإسلامية التى ينتمى لها مرسى - جماعة الإخوان المسلمين - هى جماعة إسلامية جليلة نفذت فى الماضى أعمال عنف لتحقيق أهداف سياسية - لكنها تخلت عن نهج العنف منذ عقود، وأشارت الواشنطن بوست إلى أن وثائق عسكرية أمريكية تقول: إن السواح كان عضواً فى جماعة الإخوان المسلمين عندما كان فى المدرسة الثانوية فى مدينة الإسكندرية الساحلية فى السبعينيات.
 
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم إن السواح هو من بين المحتجزين الأكثر تعاوناً فى جوانتانامو، وهو الأمر الذى أعطاه بعض الامتيازات فى الاحتجاز، مثل السكن المنعزل والحق فى الكتابة والرسم.
 
ونقلت الصحيفة عن نبيل فهمي، عميد كلية الشئون الدولية والسياسات العامة فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة قوله: إن الرئيس الجديد للبلاد من المحتمل أن يبعث برسالة أن إدارته لن تكون طيعة ولينة مثل الإدارة التى كانت قبله.
 
وقال فهمى: بغض النظر عن حيثيات هذه القضية أنا أعتقد أن مصر ستكون أكثر إصراراً على أن يتم تطبيق الإجراءات القانونية العادية على المصريين المتهمين بارتكاب أى جرائم جنائية فى الخارج، وهذه سوف تكون السياسة المصرية الجديدة: نحن سنحترم قوانين الدول الأخرى عندما يجرى تطبيق الإجراءات القانونية العادية.