الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسراء.. وعلاقتنا بالله

الإسراء.. وعلاقتنا بالله






فى كل عام نحتفل بحادثة الإسراء والمعراج دون أن نتوقف لحظة كيف يمكن أن نجعل من ذكرى تلك الحادثة تطبيقا عمليا لتغيير أنفسنا ووضعنا الذى أصبحنا جميعا غير راضين عنه خاصة فى علاقتنا مع الله من جانب وفى علاقتنا مع بعضنا البعض من جانب آخر، ونلاحظ جميعا وللأسف ما يحدث فى المساجد حيث نسمع الخطيب يتحدث عن المرائى التى رآها رسول الله فى رحلته فى السماء ويتحدث عن عذاب الزُناة والناس يقولون الله! ومع هذا فإن معظم الناس يستمعون إلى القصة كقصة لكن الحق أنه يجب أن نستفيد من حادثة الإسراء والعروج ونأخذ العبرة. فنحن مسلمون بعقيدة وليس بقصة وسنُسأل أمام الله تعالى عن عقيدة ولذلك حينما قال تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) فهذا يعنى أنه إذا حمل القرآن لنا قصة نأخذ العبرة منها والمثل وكيف نتفادى ما وقعت به تلك الأمة وكيف نسير على ما نجحت فيه هذه الأمة.
أمر آخر يجب أن نتعلمه من قصة الإسراء والمعرج عن كيفية أن نكون قريبين من الله تعالى وهو اللجوء دائما إلى الله وسؤاله وطلب العون منه لا طلب العون من العباد، ففى أيامنا هذه أصبحنا نرى الناس تطلب العون من بعضها البعض ولا يلجأون إلى الله حق اللجوء إلا بدعوة قد يتذكرها الإنسان فى الركوع أو السجود وقد لا يتذكرها، ولكنه فى النهاية ليس لديه يقين بأن العون سيأتى له من الله ويظل ينتظر أن يأتيه من عبد من عباد الله، لكننا لو تأملنا الحقيقة لوجدنا العكس والرسول صلى الله عليه وسلم نبهنا لذلك، فحينما اشتد عليه الهم والكرب والغم ألجأ رأسه إلى الحائط ولجأ إلى رب الأسباب فقال: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكِلنى إلى بعيد يتجهمنى أو إلى عدو ملّكته أمرى إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالى لكن عافيتك أوسع لى أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلُح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بى غضبك أو يحلّ عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك».
فما بالنا اليوم لا ندعو بهذا الدعاء إذا ما اشتد علينا الكرب وما بالنا ننسى رحمة الخالق ونرجو رحمة العباد، ونخشى الناس ولا نخشى الله، ونجعل الخالق هو أهون الناظرين إلينا فنفضح أنفسنا أمامه بالمعصية، ونخشى أن ننفضح ولو بكذبة أمام عباده، ونغرر أنفسنا برحمة الله وإمهاله لنا فى هذه الحياة.
 فكلمة حق أقولها .. علينا أن نعود إلى المولى فى كل وقت ونجعل ذكريات الإسلام وحوادثه العظيمة نقاط تحول نفسى إلى الله فى حياتنا، وأن نعرف أنها ليست مجرد قصص نسمعه فنعجب بتفاصيلها فإذا ما ذهبنا لبيوتنا أكلنا وشربنا ولم يتغير شيء فى نفوسنا وكأننا لم نسمع شيئا، أو كأن ما روى لنا خيالات لا نعقلها ولا نفهم ما فيها .. علينا بتقوى الله، والرجوع إليه نكن أسعد الناس وتحسن علاقتنا ببعضنا البعض فمن يراقب الله فى نفسه لا ينال الناس منه مضرة أبدا، وتكون أخلاقه من أفضل الخلق ليكون بذلك مستجيبا لدعوة الإسلام التى لخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».