السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بطرس غالى و«الجزيرة» ولغة الأفاعى!

بطرس غالى و«الجزيرة» ولغة الأفاعى!






«الإعلام من خلال الشاشة فى طريقه للحلول مكان الإعلام المكتوب»!!
صاحب هذا الكلمات هو د.بطرس بطرس غالى «رحمه الله» الذى رفع رأس مصر والعرب وإفريقيا متقلدا أرفع منصب دولى، وهو أمين عام الأمم المتحدة ثم أمين عام المنظمة الدولية للفرانكفونية!
وفى كتاب د.بطرس بطرس غالى «بانتظار بدر البدور» وهو عبارة عن يوميات كتبها بين عامى 1997 و2000 سوف تجد عشرات المواقف والحكايات للدكتور «غالى» مع القنوات التليفزيونية سواء مصرية أو عربية أو عالمية، ولعله أول من اكتشف «خبث» قناة الجزيرة وألاعيبها، وتاريخ القصة يعود إلى يوم السابع من يونيو سنة 1999 فى باريس حيث كانت الصحف العالمية والعربية قد بدأت تنشر بعض فصول كتاب د.بطرس غالى وهو «خمس سنوات فى بيت من زجاج» وهنا تبدأ القصة حيث يقول:
لم تتأخر التليفزيونات العربية عن مواكبة الحدث، بعد ظهر اليوم قبلت أن أشارك فى برنامج على قناة «الجزيرة» وأن أجيب مباشرة عن أسئلة المشاهدين، الجزيرة هى محطة تليفزيونية تمولها إمارة قطر، عرف عنها بأنها قفزت فوق كل الممنوعات، وهى توجه باستمرار انتقادات لاذعة وتشن هجومات عنيفة على الكبار والعظماء فى العالم العربى.
يستقبلنى الصحفى «سامى حداد» فى ستديو التسجيل الذى استأجره فى وسط باريس، إنه رجل فى سن النضوج يكلل الشيب رأسه، ويوحى مظهره بالطيبة، يؤمن لك فورًا جوًا من الارتياح، يطريك بذكاء ويكلمك حتى عن مشاكله الشخصية بلهجة من يأتمنك على أسراره، وما إن يبدأ البرنامج حتى يتحول هذا الشخص الذى يمكن أن تخاله خجولاً أو ممن يفرطون فى المجاملة إلى محقق كبير ويبدى عدائية قبل نظيرها، إن فى ذلك ما يجعل زمام الأمور يفلت من يدك!
بالطبع تلك هى اللحظة التى يختارها مصور البرنامج لكى يركز الصورة على وجهك المرتبك والمذهول، وهى لحظة مهمة جدًا بلا شك بالنسبة للمشاهدين الذين يرون ضيف الشرف يفقد شيئًا من مهابته».
ويعترف د. بطرس غالي: «لم أشذ عن القاعدة ووقعت أنا أيضًا فى الشرك، لكنى أعود لأتمالك نفسى بسرعة وأرد عليه بعدائية أكبر:
من الواضح أنك لم تقرأ كتابى، وأنك اكتفيت بالمقتطفات التى نشرت فى الصحف، إن معلوماتك ناقصة وأسئلتك خارج الموضوع!
هذه العدائية سوف تزداد حين يطرح علىَّ المشاهدون بدورهم أسئلة تحدٍ اختيرت وحضرت بعناية دون شك!
فى أثناء الوقفة الإعلانية يلومنى «سامى حداد» الذى استعاد هدوءه فجأة على لهجتى القاسية: على هذا النحو لم يتجرأ المشاهدون على طرح الأسئلة عليك!
اقترح عليه أن يفكر فى أسئلة بناءة أكثر كإصلاح مجلس الأمن، وحق الفيتو، ومسائل نزع السلاح والقصف الإسرائيلى على قانا... و... و...»
ويضيف: «أعلم لاحقًا أن هذا البرنامج هو من الاستعراضات الرائجة جدًا، الهدف بسيط: دفع الضيف للخروج عن طوره وإحراجه وحمله إذا أمكن على الاستسلام، مما يمنح المشاهدين متعة مشاهدة الثور وهو يقع على ركبتيه، قبل أن يعاجله مصارع الثيران بالضربة القاضية!
إن وسائل الإعلام العربية لا تزال مشدودة إلا التى يغلب عليها الطابع الشكلى التقليدى، حتى إذا ما أعطيت هامشًا من الحرية كما هو الحال مع الجزيرة انتقلت من اللغة الشكلية التقليدية إلى لغة الأفاعى، ولا يجب أن نتوقع شيئا آخر ما دام الإعلام فى العالم العربى خاضعًا للرقابة والرقابة الذاتية وعبادة الأشخاص».
ولحكايات «د. بطرس غالى» مع القنوات التليفزيونية بقية!