
صبحي مجاهد
الخطبة المكتوبة
عند كتابة تلك السطور كنت قد شرعت فى كتابة نقدية عن الخطبة المكتوبة باعتبار أنها ستكون ملزمة بالنص وأنى الأمر سيأتى بالجبر دون إقناع مسبق.
لكن فى لقاء جمعنى مع وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة تعرفت على معلومات إضافية جعلتنى أغير وجهتى من النقد إلى التعليق على الفكرة بصورة إيجابية.
فعلى الرغم من أن إعلان وزير الأوقاف بأن تكون الخطبة الموحدة للمساجد مكتوبة أمر أدى إلى نوع من الخلاف بين كثير من الأئمة الذين سمعت بعضهم يرفض الفكرة لكونها غير لائقة بصورة الإمام امام الناس حيث يقف على المنبر ويقرأ من ورقة مكتوبة وكأنها بيان يلقيه على المصلين.. إلا أنه بالتعرف على حقيقة الفكرة نجد انها ليست بتلك الصورة التى تصورها البعض، فالإمام ستكون لديه الحرية فى إلقاء الخطبة شفويا وبطريقته، لكن فى اطار موضوع محدد ووفقا لوقت معين وهو أمر معمول به فى كثير من الدولة فلا يعقل أن يترك كل إمام وهواه فى إلقاء خطبة عن أى موضوع سواء اهتم به الناس أم لا أو يلقى خطبة من على المنبر يهدف بها إلى إيصال فكرة ضد مصلحة المجتمع أو ضد الدولة، أو يلقى خطبة لتحقيق الشهرة
وشخصيًا أعتقد أن الخطبة المكتوبة قد تكون ضرورية فى بعض المحافظات لما نسمعه من سقطات وأمور مخلة بالدعوة، ولقد سرنى كثيرا أن يقول لى وزير الأوقاف إن الوزارة ستظل بمديرياتها تفتح باب النقاش مع الأئمة حول الخطبة المكتوبة ولن تجبر أحداً عليها وأنه ستكون لجنة تابعة للتقييم وهو أمر يؤدى لنجاح أى فكرة يتم تطبيقها.
وأمر اخير أود أن أؤكد عليه أن العمل الدعوى فى مصر لن ينجح إلا إذا كان وراءه مخلصين للدعوة قادرين على العطاء والتفاهم، وليس لديهم من وراء أى جهد يقومون به مصلحة خاصة سوى خدمة الدين، وهو امر ألمسه بنفسى فى جميع تحركات وزير الاوقاف، الذى يشهد الجميع من حوله انه يبذل قصارى جهده لإنجاح العمل الدعوى والحفاظ عليه، وإبعاد منابر المساجد عن أى مخطط أو استغلال سياسى أو حزبى.