السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإفتاء ومواجهة الإرهاب

الإفتاء ومواجهة الإرهاب






شهدت مصر الاثنين الماضى انطلاق المؤتمر العالمى لدار الإفتاء برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبحضور شيخ الأزهر و وفود دينية لــ 80 دولة تحت عنوان (التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة)... وفى الحقيقة حمل المؤتمر رؤى جديدة لكبح سيطرة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش على عقول الشباب للهجرة إليها لتنفيذ عمليات إرهابية أو ضد الآمنين باسم الدين.
فى الحقيقة هناك بعد آخر جديد لمواجهة الإرهاب فى مؤتمر الإفتاء وهو البعد الدولى الذى جمع ممثلين لدور وهيئات فتوى من مختلف أنحاء العالم للخروج بكلمة متفق عليها فى مواجهة تلك الجماعات التى استشرى خطرها ليس فقط على المسلمين بل على العالم أجمع.
ولقد أعجبتنى كلمة للباحث محمد محمود حبيب عضو المركز الإعلامى بدار الإفتاء حين قال إن المؤتمر يعيد لنا الماضى القريب الذى يشهد بأن أغلب المراكز الإسلامية فى العالم كانت تدين بالتبعية للدولة المصرية فى منتصف القرن الماضي.
وتأتى أهمية المؤتمر من خلال الظروف والتحديات التى تواجه المجتمعات المسلمة المختلفة فى العالم فى التعامل مع آثار فوضى الفتاوى الناتجة عن تصدر المتطرفين دينيا وغير المؤهلين علميا، كما أن أهمية المؤتمر تتجلى فى تحقيق أهداف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والتى من ضمنها جمع أكبر عدد ممكن من المشتغلين بالإفتاء الوسطى على مستوى العالم وتنسيق الجهود الرامية إلى الارتقاء بمهمة الإفتاء الشرعى فى الحفاظ على المجتمعات من أخطار التطرف والفوضى المجتمعية.
ولقد كشف المؤتمر أهمية حاجتنا إلى معالجة ضعف الكوادر الإفتائية فى الجاليات المسلمة وتبنيها مناهج غير معتدلة وهو يمثل تهديدًا كبيرا للمنهج الوسطى المعتدل الذى يمثل المادة الفعالة فى الريادة الدينية المصرية حيث تعتبر مصر هى المصدر الرئيسى للفكر الوسطى والمنهج المعتدل ، وقد لاحظت مراكز الأبحاث المهتمة بشأن الجاليات تراجع تبنى المنهج المعتدل حتى لدى الباحثين الأكاديميين.
ولكن إلى جانب هذا الجهد الكبير والمحمود لدار الافتاء فهناك بعد آخر ما زلنا بحاجة إليه فى عالمنا الإسلامى لتحصين الشباب والنشء القادم من أفكار الجماعات الإرهابية وهو بعد التعليم الصحيح للأبناء والاهتمام الحقيقى بالتنشئة الدينية للطلاب والطالبات وعدم جعل الدين مادة ثانوية يقوم بتدريسها غير متخصص، حيث أصبحت حصة الدين مثل حصة الألعاب.