السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قصور الثقافة.. سيرة ومسيرة «3»

قصور الثقافة.. سيرة ومسيرة «3»






فور نشر مقالى الأسبوع الماضى «قصور الثقاافة.. سيرة ومسيرة (2)»، والذى تحدثت فيه عن تجربة الكاتب محمد السيد عيد، فى إدارة الثقافة العامة بالهيئة، جاءتنى محادثة تليفونية من الإسكندرية من «اسماعيل عبد الفتاح»، كان يعمل مديرا لمكتب ليلى مهدى، رئيس إقليم غرب الدلتا الثقافى الأسبق، يعاتبنى فيها على أننى لم أتحدث فى مقالى السابقين عن رموز الثقافة الجماهيرية فى الإسكندرية، وخص بالذكر «محمد غنيم» الذى تقلد عدة مناصب فى الوزارة، ورأس الهيئة العامة لقصور الثقافة فى فترة من فتراتها الزاهرة، وأيضا ليلى مهدى، ووسام مرزوق، وغيرهما من القيادات البارزة فى الإسكندرية، وهذه غيرة من الرجل يشكر عليها، فقد عمل معهم، ويعرف قدراتهم عن قرب، خاصة وأنه يعتبر - على حد قوله- «محمد غنيم» أستاذه ، ولا أحد يستطيع أن ينكر فضل ودور هذه القيادات على الثقافة الجماهيرية، قلت له: إننى لست مؤرخا لهيئة قصور الثقافة، ولكننى أتحدث عن قيادات ثقافية عاصرتها وعملت معها، وشاركت فى مشاريعهم الإبداعية عن قرب، وأعرف حجم وقدر الانجاز الذى قدموه، وآثاره الايجابية على أجيال عدة داخل الهيئة ولصالح وزارة الثقافة، فبقدر ما كان فى الإسكندرية قيادات ناجحة، كان فى كل أقاليم مصر قيادات على نفس الدرجة من الكفاءة والقدرة على الآداء الثقافى الجيد، لأن الإختيار كان يتم على أساس قوى وصحيح يحكمه الصالح العام، وليس على أساس الصداقة وذى الحظوة من أهل الثقة والمقربين من رئيس الهيئة، كانت الهيئة وقتئذ تضج بالقيادات المثقفة الواعية، المدربة على العمل الثقافى والإدارى، والتى تدرك قيمة الثقافة الجماهيرية ودورها التنويرى فى تثقيف الجماهير، فمن ينكر دور الفنان «عبد الرحمن نور الدين»، الذى تقلّد عدة مناصب فى مواقع مختلفة تابعة للهيئة، من مدير عام ثقافة الاسماعيلية إلى رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافى، إلى رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، الذى ظل به إلى أن أحيل للمعاش، وإلى جانب كفاءته الإدارية، فلم تغب كفاءته الفنية يوما واحدا، وخاصة عن مجلته الأثيرة «قطر الندى» التى بدأ بها رساما منذ عددها الأول، ثم مشرفا فنيا لها، ثم رئيسا لتحريرها لفترتين مختلفتين، ثم اخترته مستشارا لتحريرها فى الفترة التى توليت فيها رئاسة مجلس التحرير، إلى أن أبعد عنها مع من أبعدوا مؤخرا، ومن ينكر قيادة ثقافية بحجم الفنان «حشمت البنا»، فقد كان يتمتع بقدرة إدارية فذة يديرها بروح الفنان المبدع القادر على العطاء، فبجانب عمله الإدارى لم يغب عن فنه ولوحاته التشكيلية يوما، وقد تقلد عدة مناصب منها، مدير عام فرع ثقافة الشرقية، ثم رئيسا لإقليم شرق الدلتا الثقافى، وظل به إلى أن أحيل للمعاش، ومن ينكر قيادة ثقافية بحجم الكاتبة «فاطمة المعدول» التى تقلدت عدة مناصب مهمة على مستوى قطاعات الوزارة، وهى ابنة هيئة قصور الثقافة، وكان لها دور بارز فى الاهتمام بثقافة وفنون الطفل، بدأته من قصر ثقافة الطفل المتخصص بجاردن سيتى الذى اعتبرته بيتها الثانى، واستطاعت أن تحوله إلى خلية نحل فأقامت به الورش الفنية، والندوات، وورش الكتابة، وأنشأت بالقصر قسم خاص لتصنيع العرائس والدمى، بل كتبت وأخرجت العديد من العروض المسرحية له مجانا، ولا أنسى عرض «الوردة الزرقاء» الذى كتبته وأخرجته، وكان أبطاله من الأطفال ذوى الإعاقة، ثم مالبثت أن إنتقلت رئيسا للمركز القومى لثقافة الطفل، وأنشأت به قسما لنشر كتب الأطفال، وقدمت العديد من الوجوه الجديدة فى هذا المشروع، ولكنها ظلت محتفظة بالقصر الذى شهد –فى ذاك الوقت- ولادة تجربة مهمة فى صحافة وثقافة الطفل، وهى مجلة «تاتا تاتا» لأطفال ما قبل المدرسة، وكنت أحد المشاركين فى هذه التجربة منذ العدد الأول حتى أن توقفت المجلة عن الصدور، بانتقال «المعدول» إلى رئاسة قطاع الفنون الشعبية، ثم إنتقلت بعد ذلك إلى رئاسة قطاع الإنتاج الثقافى، وظلت به إلى أن أحيلت للمعاش، وكانت طاقة إدارية وفنية هائلة فى كل مكان عملت فيه، ولكنها ظلت وفية –ومازالت- للثقافة الجماهيرية.