
صبحي مجاهد
عملية تطهير للفاسدين بالأوقاف
أمر جميل أن تعترف المؤسسة وتعلن على الملأ أن بها فساد وتحاول أن تحاربه، ولقد مثل وزارة الأوقاف فى مواقفها الأخيرة من إعلان حالات الفساد التى كشفتها أنموذجا تحتذى به فى الوزارات الأخرى حيث لم نسمع فى الوزارات المختلفة من يعلن اكتشاف فساد أو رشاوى للتعيين فى وظائف معلن عنها مثلما سمعنا من وزارة الأوقاف.
ففى شهر واحد أعلنت الوزارة عن أكثر من واقعة للفساد كان من بينها إحالة الشيخ السنوسى عبد الصادق عبدالمنعم الصعيدى كبير مفتشين بإدارة إيتاى البارود بمديرية أوقاف البحيرة إلى التحقيق لمخالفة تعليمات الوزارة بشأن الامتحانات، والتواجد داخل مقر لجنة اختبارات المتقدمين لمسابقة الأئمة التى عقدت منذ أيام بمسجد النور بالعباسية دون إذنٍ أو داعٍ، مع إدلائه بمعلومات غير صحيحة عن سبب حضوره إلى قاعة الامتحانات فى هذا اليوم المخصص لأبناء محافظته، مما قد يوحى لبعض الممتحنين بوجود شبهة مجاملة.
ولم تكتف الوزارة بعقاب الشخص وغنما حذرت جميع المتقدمين لأى مسابقات بها من الانسياق وراء أى شخص يوهمهم بقدرته على التأثير على لجنة الاختبارات أو مساعدتهم بأى شكل من الأشكال حيث إن الاختبارات تتم بمنتهى الشفافية والحياد.
الواقعة الثانية كانت استبعاد السيد حسن هاشم صراف بإدارة أوقاف فاقوس الأولى بالشرقية وإحالته للتحقيق بديوان عام الوزارة حيث تم استبعاده عن جميع الأعمال المالية، واستكمال التحقيق فيما كان منه فى تأخير صرف المبالغ المستحقة للأئمة والعاملين بإدارة فاقوس الأولى بالشرقية وما صاحبه من مخالفات مالية.
وهذه الواقعة تؤكد أن الأوقاف حريصة على ايصال حقوق الأئمة والدعاة المتابعين لها وأنها لن تغض البصر عن وقائع الإضرار بالعامين بها، وهو أمر ليته يتكرر فى مختلف الوزارات والهيئات الحكومية لأن فى هذا تحقيق لمبدأ العدل، وانهاء الفساد.
إن الحرب على الفساد بحاجة حقيقية إلى رجال مخلصين ولديهم الجدية والجرأة على المواجهة كما يفعل وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة.. وهو أمر لا نمالئ فيه الوزير وإنما هى حقيقة نقولها بعيدا عن أى محاولة للتقرب من أحد او الحصول على مكاسب، وإنما هى نماذج مشرفة وجب علينا فى رسالتنا ان نقدم لها ونعلى من طرحها من أجل الاقتداء بها للعمل على أصلاح مجتمعنا بمختلف هيئاته.
ويجب الاعتراف أن الفساد لا يتعلق بنظام أكثر من تعلقه بالأفراد وثقافته، ومدى إحساسهم بخطورة الفساد من عدمه، وما رأيناه فى الفترة الأخيرة أكبر دليل على ذلك فرغم تغيير الحكومات والأنظمة إلا أن الفساد لم ينته بل تزايد فى بعض القطاعات فى أوقات عدم المراقبة.. وعليه فإن مواجهة الفساد يبدأ بالفرد نفسه فإذا أصلح كل فرد من نفسه دون النظر لغيره أنصلح المجتمع بأكمله إن كنا نريد فعلا أن ننشئ بيئة ومجتمعًا لنا ولأبنائنا.