الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فوضى مكبرات الصوت  بالمساجد .. وقرار الوزير

فوضى مكبرات الصوت بالمساجد .. وقرار الوزير






مع قرب حلول شهر رمضان تزايدت شكاوى العديد من المواطنين من مكبرات الصوت العالية للمساجد والتى تظل تعمل طوال أداء صلاة الجماعة، خاصة أن شهر الصوم سيشهد صلاة التراويح التى تمتد لساعة أو ساعتين فى بعض المساجد ويصر القائمون على المسجد أن يسمعوا من حولهم صلاتهم جهرا طوال هذا الوقت غير مراعين لظروف الناس من مرضى أو أطفال صغار أو حتى طلاب يعكفون على مذاكرتهم، ولا يستطيع أن يقول أحد أن تصمت المساجد عن ذكر الله والصلاة، أو عن إعلام الناس بوقت الصلاة، ولكن لم يقل الشرع بأن الصلاة جهرا يسمعها الناس خارج المسجد.
 ولا يقول أحد أن استمرار الجهر بالصلاة فى مكبرات الصوت سيجذب من لا يصلى للمسجد لأن العبادة وبخاصة الصلاة بحاجة إلى مجاهدة نفس وإقامة على العبادة، ولذلك قال تعالى: «واستعينوا بالصبروالصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخشعين».
ويكفى أن نقول لمن يصر على قناعته بأن الجهر بالصلاة من الدين أن الله تعالى قال: «ولا تجهر بصلاتك ولاتخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا» فالمجاهرة بالصلاة بالصوت العالى خارج المسجد ليس مطلوبًا شرعا، وإنما هو الأذان لإعلام الناس بوقت الصلاة.
وحسنا ما فعل وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة حين أصدر قرارا جريئا، بمنع استخدام مكبرات الصوت الخارجية إلا فى الأذان، وإن كان اعتبره البعض تقييدًا للمساجد وهو على عكس ذلك تماما بل هو جزء من الدعوة و قرار حضارى بمراعاة أحوال الناس.. واستطاع وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة بمثل هذا القرار وغيره من القرارات المنظمة للدعوة أن يضرب مثالًا حقيقيًا لرجل الدعوة الأول الذى يواكب احتياجات مجتمعه ويقدم الدعوة بصورة حضارية لا لكونه وزيرا وإنما لكونه داعية مجدد.
وينبغى على من يصرون على صلاتهم أن يعلموا أن الصلاة لا تزيد فى ثوابها إن سمعها من لا يصلى معهم، بل قد يقل ثواب المصلى إن أزعج غيره بصلاته، فالصلاة عبادة وهى لله وليست للناس، وإلا أصبحت رياءً لا ثواب فيها.