الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الطبقة الرابعة.. ومرحلة البناء والتحدى

الطبقة الرابعة.. ومرحلة البناء والتحدى






أحياناً ما نقف لحظات من التأمل حول واقعنا المعاصر، فتتداعى علامات التعجب والاستفهام كالأمواج فى رؤوسنا حين نعجز عن فهم أو تفسير العديد من الظواهر التى باتت تؤرق استقرار مجتمعنا وتؤثر على توازنه وتقود أفراده فى نهاية المطاف إلى حالة من التنافر والاختلاف.
الحقيقة التى يجب أن ندركها أننا انخرطنا فى صراع غير معلن دون أن نشعر، هذا الصراع كفيل بأن يكون معول هدم لبنيان المجتمع ومقوضاً لدعائمه، فآثاره مدمرة على المجتمع ماضيه وحاضره ومستقبله.
إنه صراع الثقافات.. لقد كان الشعب المصرى فيما مضى شعباً متآلفاً متصالحاً مع نفسه، حتى ظهرت فى الآونة الأخيرة طبقة دخيلة عليه أثارت فى كيانه حالة من الاختلاف فى قيمه الثقافية والعقائدية   أدت به إلى حالة غالبة من التردى والفوضى.
 فهذه الطبقة لا تنتمى إلى أى طبقة من طبقات المجتمع بتقسيماته التقليدية (الغنية والمتوسطة والكادحة)، وإنما هى دخيلة عليها جميعاً.. فهى طبقة دأبت على الإطاحة بقيم المجتمع وتقاليده والنيل من ثوابته وعقائده.
هذه الطبقة وهى ما نطلق عليه «الطبقة الرابعة» نشأت من رحم العشوائيات والأزمات  المتتالية التى عصفت بمصرنا طوال الحقب الماضية.. فهذه الطبقة لا تؤمن إلا بالقوة  وتستهين بالأخلاق والقيم والتقاليد، ولا تبالى بالقانون وتجهر بمخالفته فى فخر وخيلاء، وتتخذ ممن يعارضها هدفاً للسخرية، فالقيم لديها وسيلة لا غاية، ومصالحها تغلب على كل اعتبار، إنها «البرجماتية» فى أزهى صورها .
فطوفان هذه الطبقة يغرق المجتمع فى بحر من المشكلات التى لا حصر لها، ويكسر طموحاته وآماله على صخرتها.
لقد «آن الأوان ونحن فى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ أمتنا بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى - مرحلة «البناء والتحدى أن ندعو الدولة ممثلة فى كافة مؤسستها بأن تقوم بدورها فى  تقويم هذه الطبقة وأن تتصدى لإشكالية الوعى الجمعى الذى يستجيب بلا عقلانية لما يتردد بين الجماعة.
فهذه المرحلة تقتضى أن نتماسك ونتألف ونتعاون، لتحقيق النقلة الحضارية التى نأملها.