السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إبراهيم نافع

إبراهيم نافع






غيب الموت الكاتب الصحفى الاستاذ ابراهيم نافع مع بدايات العام الجديد عن عمر ناهز ٨٤ عاما، سارع عدد كبير من الصحفيين وبالذات من ابناء مؤسسة الاهرام العريقة إلى رثاء الرجل والى محاولة رد الاعتبار له، وتوقفت عند وصف زميلى الاستاذ عزت إبراهيم له بصاحب التأسيس الثالث للأهرام بعد التقلا والأستاذ هيكل، فى ظنى أن ما قاله رئيس تحرير الأهرام ويكلى صحيح الى حد كبير، انتعشت الأهرام ماليا وصحفيا فى عهد ابراهيم نافع وتحولت إلى قوة اقتصادية، وأدبية عملاقة، على مستوى نقابة الصحفيين كان الرجل نقيبا للصحفيين لدورات عديدة، هو الذى حول مبنى النقابة الصغير والتاريخى إلى ذلك الصرح العملاق بالتعاون مع القوات المسلحة، هو أيضا الذى قاد الصحفيين فى معركة القانون ٩٦ على أرضية الولاء للدولة المصرية ولحرية الصحافة معا، خرج الرجل من منصبه فى عام ٢٠٠٥ وتقدم عدد كبير من الصحفيين ببلاغات تتهمه بالفساد المادى والتربح من منصبه، ظلت البلاغات محل تحقيق، وبعد ثورة يناير غادر الرجل مصر وتم وضعه على قوائم الترقب والوصول بناء على طلب جهاز الكسب غير المشروع، فى تقديرى فإن الميل لرد الاعتبار للرجل واعطائه حقه له سببان، اولهما الطبيعة المصرية التى تميل لذكر محاسن الموتى والكف عن الخصومة بعد الموت، وثانيهما: أن البعض يرى أن من خلفوا الرجل منذ ٢٠٠٩ لم يكونوا بنفس خبرته وقدرته على النجاح (وسأستثنى هنا القيادة الحالية للأهرام حيث لم تمر سوى شهور قليلة على توليها ولأن الفترة ما زالت مبكرة للحكم والتقييم)، يتصل هذا باعتقاد يردده البعض بأن قيادات زمن مبارك كانت أكفأ أكثر خبرة، من وجهة نظرى فإن هذا انطباع خاطئ، وبشكل عام أقول إن نمط القيادات فى زمن مبارك كان نمط (الكفء الفاسد) حيث كان يتم اختيار قيادات تتمتع بالكفاءة والتغاضى عما تفعل كمكافأة لها على الولاء وعلى الانجاز معا، بالإضافة الى هذا فقد أبقى مبارك كل القيادات التى عملت معه جاثمة على صدور المصريين لمدة تزيد على ربع قرن تقريبا وهو ما أدى لنضوب وتجدب العديد من المواهب التى فقدت فرصتها ولم يتم تمرينها على القيادة، وحين حدث ما حدث فى يناير بدا وكان الجميع قد فوجئوا، على العكس تماما من ما كان يحدث فى زمن مبارك تحرص الدولة المصرية على طهارة اليد واستقامة السلوك كشرط أساسى لتولى المناصب العامة، وتشن أجهزتها حربا متصلة على الفساد، وشاهدنا مسئولين تدل الظواهر العامة على كفاءتهم ونظافة يده وبالذات من الوزراء، لا يعنى هذا أن كل المناصب يعين فيها الاكفأ، لكن هذا أمر طبيعى فالدولة ما زالت توطد اركانها بعد وما زال هناك وقت، أختم فأقول إن ما حدث بعد وفاة ابراهيم نافع يدل أن الصحفيين لديهم شوق لاختيار الأكفأ، لكنهم ايضا واعون أن الاكفأ يجب ألا يكون الافسد.. وهذا هو الفارق بين مصر حاليا، ومصر قبل ٢٠١١.