
وائل لطفي
انحسار الإرهاب
فى الحساب الختامى، ورغم مشاعر الأسى على الشهداء العشرة الذين راحوا ضحية حادث مارمينا الإرهابى، إلا أننا إزاء عدة نتائج إيجابية، وأول هذه النتائج أن احتفالات رأس السنة الميلادية قد مرت دون أن يستطيع تنظيم داعش تنفيذ عمليات نوعية كبيرة على غرار تفجير البطرسية فى العام الماضى، وهو ما يعنى يقظة الاجهزة الأمنية، ونجاح جهودها فى مطاردة تنظيم الإرهابى عمرو سعد الذى كشفت عن تورطه فى تدبير تفجيرات الكنائس فى العام الماضى، يعنى هذا أيضا تراجع وجود تنظيم داعش فى مصر، وعدم قدرته على تجنيد أعضاء جدد غير مكشوفين أمنيا لتنفيذ مخططه المعلن فى استهداف أقباط مصر عقابا لهم على مشاركتهم فى ثورة ٣٠ يونيو.
من بين فوائد الحادث أيضا اظهار الروح الشعبية المصرية الأصيلة وايضاح موقف الشارع المصرى إزاء الإرهاب وهو ما أعتقد أن على هيئة الاستعلامات التركيز عليه فى الفترة القادمة، ودعوة المراسلين الاجانب للعمل عليه، والالمام بجوانبه المختلفة.
كان من تداعيات الحادث أيضا الكشف عن السجل الارهابى لمرتكب الحادث إبراهيم إسماعيل إبراهيم لنكتشف أنه قام بأربع جرائم كبرى تتمثل فى الاعتداء على حافلة تابعة للشرطة، وعلى منافذ لتحصيل الرسوم مرتين، وعلى مواطنين يجلسون على مقهى..وقد كان تنوع هذه الجرائم يوحى من بعيد بأن هناك أربعة تنظيمات أو مجموعات إرهابية مختلفة ارتكبت هذه الجرائم، وأن ثمة كثرة عددية وتنوعا فى المجموعات الإرهابية العاملة فى مصر، فاذا بنا نكتشف أن إرهابيا واحدا ذا سلوك غريب هو الذى يقف وراء هذه الجرائم، وهو ما يعطى مؤشرا مهماً عن حجم وعدد الارهابيين القليل.
ولا ينفى هذا أن ثمة مجموعات شبه عسكرية مسلحة ومدعومة من قوى دولية تربض مثل الأفاعى فى مثلث رفح العريش الشيخ زويد، أو يتسلل بعضها عبر دروب الصحراء الغربية، ولكن هذه تختلف عن الإرهاب المختبئ فى القاهرة والدلتا ومحافظات صعيد مصر والذى تكشف المؤشرات أنه فى طريقه الى زوال، وفى هذا ما نستحق أن نتفاءل به رغم الحزن على الشهداء.