الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اشمعنى صلاح!

اشمعنى صلاح!






سألت نفسى اشمعنى صلاح؟!.. ولماذا هذه الضجة الكبيرة حول اللاعب محمد صلاح المحترف بنادى ليفربول الإنجليزى؟ لماذا هو الأفضل؟ هل لأنه الأحرف؟ قلت بالتأكيد محمد صلاح ليس الأحرف عبر تاريخ مصر الكروى فيوجد محمود الخطيب ورضا عبد العال وحمادة عبد اللطيف ومحمود عبد الرازق شيكابالا.. هل لأنه مجتهد كما يقول صلاح وأنه كان يستيقظ فجرًا وينتقل من قريته نجريج بالغربية لنادى المقاولون العرب فى ساعات من السفر والإرهاق.. هل لأنه حريص على أن يكون مختلفًا وأنه يضع هدفًا فى كل مكان يذهب إليه من أجل تحقيقه؟ أعتقد أن صلاح ليس وحده المجتهد أو المختلف, الكثير من اللاعبين عبر التاريخ اجتهدوا وأخلصوا, فعلى سبيل الاجتهاد يوجد أسامه عرابى وحسام عاشور من أكثر اللاعبين الذين أخلصوا واجتهدوا لكنهما لم ينضما للمنتخب إلا فى أوقات محدودة.. هل لأنه يملك إصرار وعزيمة؟ التاريخ يقول إن حسام وإبراهيم حسن كانا ولا زالا يملكان إصرارًا وعزيمة وحماس يختلف عن أى أحد لكنهما لم يحققا نجاح فى مسيرتهما الاحترافية فى سويسرا بنادى نيوشاتل.. هل لأنه محترف باقوى دورى بالعالم؟.. ليس وحده من اللاعبين المصريين الذين احترفوا بالدورى الإنجليزى فعمرو زكى لعب لنادى ويجان وأحرز 10 أهداف ثم سقط فجأة! يمكن لأن مدينة الضباب أبهرته وأن ثقافته محدودة أو معدومة أو أنه غرق فى بحر الملذات!.. نفس الشىء ينطبق على أحمد حسام ميدو احترف بأندية كبيرة أياكس الهولندى ومارسيليا الفرنسى وروما الإيطالى وتوتنهام الإنجليزى, لكنه لم يستمر يمكن لأنه بدأ مسيرته الاحترافية فى سن الـ17 ولم يدرك حجم المسئولية وتعامل مع الأمر باستهتار واستهانة.. لكن أحمد المحمدى لعب بالدورى الإنجليزى أكثر من مائة مباراة بأندية بلاكبيرن وساندرلاند وهال سيتى وأستون فيلا لكنه لم يحقق نجاحًا باهرًا وحتى عندما شارك مع المنتخب فى تحقيق بطولتى إفريقيا 2008 و2010 لم يكن صاحب بصمة حقيقية واضحة.. ثم تسأل لماذا اصيب هارى كين لاعب توتنهام الإنجليزى والمنافس الأول لصلاح على هداف الدورى الإنجليزى فى هذا التوقيت وهما يسيران كتفًا بكتف وخطوة بخطوة على صدارة البريميرليج.. هل هى مصادفة؟!.. ثم يقوم صلاح فى المباراة التى يليها أمام واتفورد بإحراز سوبر هاتريك وتجد لاعبى المنافس يتساقطون امامه - شئ غريب - ليرتفع رصيده إلى 28 هدفًا ويغرد منفردًا بصدارة الهدافين وهو الهدف رقم 36 لصلاح مع ليفربول فى 41 مباراة 6 فى دورى أبطال أوروبا, وهدف فى التصفيات وآخر فى كأس الاتحاد الإنجليزى.. ولماذا يقول هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة عن محمد صلاح إنه مبروك!.. أو إنك تجد مشجعًا إنجليزيًا يعلن اسلامه بعد رباعية صلاح فى واتفورد.. أو إنك تجد المقاهى قد احتشدت عن بكرة أبيها عندما يلعب صلاح.. كيف امتلك صلاح القلوب والعقول؟.. وأصبح حديث الساعة فى مصر والدول العربية وإفريقيا وأوروبا ومحط أنظار وآمال الجماهير فى بطولة كأس العالم, وأيقونة مصر وسفيرها بالخارج.. ماذا يحدث؟ بالتأكيد فإن صلاح مجتهد ومختلف ويملك الإصرار والعزيمة وصاحب مهارة عالية ويحدد الهدف ويصل إليه.. لكنه يملك حب الجماهير ودعوات أكثر من 100 مليون مصرى بمزيد من التألق, وأن يحفظه المولى عزل وجل.. وأنه سبحانه وتعالى منحه التوفيق من عنده وأنه شخص ملتزم بتعاليم دينه ولم يسقط أمام المغريات ولديه وعى وثقافة وأنه يساعد أهل قريته ومحافظته ويتبرع هنا وهناك ويفعل الخير ولا ينتظر المقابل.. ربنا يوفقك يا صلاح.