الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الزكاة  وحقيقة استثمارها

الزكاة وحقيقة استثمارها






تعتبر الزكاة ركنًا من أركان الإسلام، فرضها الله تعالى على الأغنياء من المؤمنين فى السنة الثانية من الهجرة، لتكون باب إعانة للضعيف وإغاثة للملهوف، ولقد كانت الزكاة هى إحدى أهم الوسائل الحامية للمجتمع من أمراض الفقر الذى اتسع نطاقها فى عالمنا الإسلامى،  لأنه بدون الزكاة لن تبقى وسيلة للفقير سوى الاعتداء على مال الغنى كى يأخذ منه ما يسد حاجاته.
ولذلك فإن امتناع الأغنياء عن أداء الزكاة يعد أمرًا خطيرًا يهدد المجتمع بأسره ليس فقط الأغنياء لأنه حين يسود الجوع والاحتياج وتنتشر الجريمة لسد هذه الاحتياجات ويصاب المجتمع بعدم الأمن،.
وفى إعطاء الزكاة دور كبير أيضا فى نشر الفضيلة، ومساعدة العاجز وتقويته على أداء ما افترضه الله عز وجل عليه من عبادات وقيام بواجب الأمة والأسرة قدر ما يستطيع.
وإذا كان هذا هو البعد المجتمع والإنسانى للزكاة فإن الزكاة أيضا لها بعد إيمانى ونفسى كبير، فالزكاة تطهر نفس المؤدى من إنجاس الذنوب وتزكى أخلاقه فيتخلق بالجود والكرم وترك الشح والبخل، قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (التوبة:103). والله سبحانه أنعم على الأغنياء وفضلهم بصنوف النعمة والأموال الفائضة عن الحوائج.
كما أن الزكاة يمكن من خلالها  تنمية المجتمع وتطوير تجاراته وصناعاته ومهنه وحرفه، وتقوية اقتصادياته ومعاملاته بترويج المال وعدم كنزه وإدخاره، وبسدّ حاجات الفقراء والمساكين، وتخليص أصحاب الديون والأسرى والمحبوسين، لكى ينطلقوا فى الأرض عملاً وإنتاجاً وإبداعاً.
 ولأهمية الزكاة كان لابد من القول بإمكانية استثمارها لصالح الفقير، فالغاية فى الزكاة إغناء الفقير واستثمار المال باعتباره وسيلة لتحقيق هذه الغاية. ومن ثم أجاز فريق من العلماء استثمار أموال الزكاة اعتمادًا على الأصول والمقاصد على أن يقصر الانتفاع بريع تلك المشاريع على مستحقى الزكاة من الأصناف الثمانية، وأن يكون الاستثمار فيما زاد عن الحاجات الضرورية للفقراء، مع  اتخاذ الاحتياطات الكافية للحفاظ على الطبيعة الزكوية لهذه المشاريع عن طريق التوثيق الرسمى الكافى.
إن إعطاء الفقير الزكاة أمر واجب، لكن يبقى أن تكون هناك وسائل يتم من خلالها تقسيم الزكاة لصالح الفقير بحيث يكون هناك جزء لاحتياجات الفقير العاجلة وجزء آخر يستثمر لصالح الفقير بحيث يتم إغناؤه عن السؤال طوال العام.