الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
درس عبدالله السعيد!

درس عبدالله السعيد!






ما فعله عبدالله السعيد لاعب نادى بيراميدز الحالى خلال التسعة شهور الماضية فى اعتقادى لم يفعله لاعب آخر من قبل، ليس من أجل انتقاله لنادى الزمالك ورفضه التجديد للنادى الأهلى فى مارس الماضى فى صفقة تم وصفها فى ذلك الوقت بـ«صفقة القرن»، ثم عودة اللاعب للنادى الأهلى بعد تدخل مالك نادى بيراميدز، ثم تم إعارة عبدالله لنادى أهلى جدة وأخيرا عودته لنادى بيراميدز فى الانتقالات الشتوية فى مفاجأة لم يتوقعها أحد.. الذى أقصده ليس انتقال عبدالله للنادى المنافس أو حتى لبيراميدز وما شاب العلاقة مع النادى الأهلى بالتوتر، بعد أن كانت سمن على عسل.. كثير من اللاعبين انتقلوا من الأهلى للزمالك أو العكس أبرزهم رضا عبدالعال فى صفقة اثارت الدهشة والجدل ومن قبله جمال عبد الحميد من الأهلى للزمالك وغيرهم كثير مؤمن زكريا وأخيرا ياسر إبراهيم لاعب الزمالك المعار لنادى سموحة فى الانتقالات الشتوية الأخيرة.. ما أقصده هو أن عبدالله السعيد غير مفاهيم راسخة فى النادى الأهلى استمرت 100 سنة، وهى عندما يتفاوض مسئولو القلعة الحمراء مع أى لاعب يقولون له شيئا واحدًا فقط لا تتحدث عن المقابل المادى أو قيمة عقدك أو ما ستحصل عليه يكفيك شرفا أنك سترتدى فانلة النادى الأهلى أى لاعب فى مصر يحلم بذلك.. أنت ستلعب فى أكبر ناد بمصر وأفريقيا - من وجهة نظرهم -.. وبالفعل كان الكثير والكثير من اللاعبين ينبهرون بالأهلى وفانلته وشعبيته، ومن الوارد جدا أن يجلس اللاعب على دكة البدلاء طيلة مدة عقده.. ليس مهما الأهم أنك ترتدى فانلة النادى الأهلي.. وتسمع أحيانا أن محمود الخطيب الأسطورة قبل أن يكون رئيسا للنادى وهو يحمل «صينية» العصير للاعب الذى يرغب الأهلى فى التعاقد معه، وبمجرد أن يرى الخطيب فإنه يوقع على الفور بصرف النظر عن المقابل المادى أو عندما يجد اللاعب رقم هاتف بيبو يتصل به فإنه يوافق على الفور.. حتى جاء وقت التجديد لعبدالله السعيد والذى رفض هذا المفهوم التقليدى فى عالم يرفع شعار الاحتراف وتسيطر عليه المادة، وأن الانتماء أصبح فى أغلب الأحيان للمادة وليس للنادى وهذا أمر ليس بالغريب ويحدث فى العالم كله فالمادة أصبحت لغة العصر.. وعرض الأهلى على  عبدالله السعيد 8 ملايين جنيه فى الموسم وهو ما رفضه عبدالله بشكل قاطع، خاصة أن الأهلى فى وقتها قام بشراء صلاح محسن من نادى إنبى بمبلغ يصل لـ 40 مليون جنيه دفعها مالك بيراميدز.. وهو ما أغضب عبدالله السعيد وأصر على موقفه أما تقديره ماديا بشكل يليق به كأفضل لاعب وسط بمصر أو الرحيل، خاصة أن عرض نادى الزمالك وصل لـ 40 مليون جنيه، وعندما وجد إصرارًا من القلعة الحمراء على موقفهم قرر الرحيل.. منذ ذلك الوقت والأهلى غير مفهومه فى التفاوض مع اللاعبين وفتح خزائنه دون «بخل«، وهى الفكرة المأخوذة عن المجلس الحالى منذ الانتخابات الماضية، وقام بالتعاقد مع حسين الشحات لاعب العين الإماراتى بمبلغ 90 مليون جنيه 6 ملايين دولار، ونادرا ما يفعل الأهلى ذلك لولا الموقف المحرج للفريق فى الدورى وتمسك الشحات بالانتقال للأهلى، مما جعله يتنازل عن مستحقاته لدى العين والتى تقدر بمليون و400 ألف درهم إماراتى وأيضا نسبة اللاعب المقررة من الصفقة، والتى تقدر بـ 10 % أى أن الشحات تنازل عن 16 مليون جنيه.. ليس ذلك فحسب فقد بلغت قيمة إعارة رمضان صبحى من نادى «هدرسيفلد» الانجليزى 800 ألف جنيه استرلينى 18 مليون جنيه، بالرغم أنها لا تزيد علي الـ6 شهور!.. والأنجولى جيرالدو دى كوستا وبلغت مليون دولار بخلاف ما يحصل عليه اللاعب.. ومحمد محمود  القادم من نادى وادى دجلة، والتى بلغت 15 مليون جنيه، ثم يقوم الأهلى بدفع 5 ملايين أخرى فى حالة مشاركة اللاعب 20 مباراة و10 ملايين أخرى فى حالة مشاركة محمد محمود فى 40 لقاء، بخلاف انتقال رمضان بيكهام لوادى دجلة، أى أن الصفقة تخطت الـ40 مليون جنيه.. كل ذلك وغيره لم يكن يحدث فى الأهلى من قبل الذى كان يرفع شعار ارتداء الفانلة الحمراء شرف!.. هذا الشرف كسره عبدالله السعيد وأجبر إدارة الأهلى على تغيير مفهوم ظل راسخا قرنا كاملا من الزمان!