اختيار فضل ومعايير الجبلاية!

بلا شك فإن محمد فضل لاعب النادى الأهلى السابق شخص محترم ومهذب وصاحب أخلاق عالية هذا أمر لا خلاف عليه وشهادة كل من يعرفونه.. هذه المقدمة هى سمات شخصية لمحمد فضل لكن ليس لها علاقة باختياره من قبل اتحاد الكرة وتحديدا هانى أبوريدة رئيس الجبلاية مديرا لبطولة الأمم الإفريقية التى ستقام بمصر فى الفترة من 14 يونيو وحتى 12 يوليو المقبل.. لأن اختياره طرح عندى سؤالا واضحا ما هى خبرات محمد فضل الإدارية حتى يتولى منصب مدير اكبر ثالث بطولة قارية على مستوى العالم؟.. خاصة أن محمد فضل معتزل حديثا لعبة كرة القدم ولم يكتسب بعد خبرات كافية تؤهله لهذا المنصب وأن العمل الذى التحق به كان مديرا للتعاقدات بالنادى الأهلى ولم يستمر فيه طويلا خاصة بعد اخفاق الفريق فى بطولتى إفريقيا والعربية ورحل عن المنصب وكان فى نفس الوقت يعمل محللا لمباريات الدورى بإحدى القنوات الفضائية.. وبالتأكيد فإن العمل فى التعاقدات أومحلل ليس لهما علاقة بمنصبه الجديد كمدير للبطولة من المفترض ان يشرف على كل كبيرة وصغيرة من ملاعب والانتهاء من تجديدها والفنادق التى ستضيف المنتخبات فى المحافظات الخمس والتنقلات والتذاكر وأن كل ذلك وغيره سيكون بالتنسيق مع جهات عديدة وبلا شك فإن فضل لن يكون بمفرده وأن معه مساعدون بالإضافة الى التنسيق مع اللجنة المنظمة برئاسة هانى أبوريدة.. ثم تسأل نفسك سؤالا ما هى المعايير التى استند لها اتحاد الكرة وتحديدا هانى ابوريدة فى الاختيار؟ فتجد لا شىء.. ثم تستفز من تصريحات رئيس الجبلاية بأنه اختار فضل لأنه يعرفه من نادى الصيد عندما كان عنده 15 سنة ويلعب بفرق الناشئين ! ثم تجد نائب رئيس اتحاد الكرة أحمد شوبير يقول لأبوريدة فى مقابلة تليفزيونية لا وكمان لعب - يقصد فضل - فى كل الملاعب التى ستضيف مباريات أمم افريقيا.. أى استهزاء بالعقول هذا ! ما هى علاقة مدير بطولة كبيرة بأننى كنت اعرفه منذ أن كان عنده 15 سنة؟! وما هى علاقة مدير بطولة بأنه لعب على الملاعب التى ستضيف البطولة؟ وهل من المفترض ان يكون مدير أمم افريقيا لاعب كرة؟!.. ثم تجد نائب رئيس الجبلاية يعرض أهدافا لفضل فى برنامجه وكأن فضل وقع عليه الاختيار من قبل المكسيكى أجيرى المدير الفنى للمنتخب للعب معه فى البطولة ! نفس المنطق الذى كان يقوم به فى الدعاية لرئيس النادى الأهلى فى الانتخابات الماضية بعرض اهدافه !.. والغريب أن وزارة الشباب والرياضة ودن من طين وأخرى من عجين ملتزمة الصمت بشكل يدعو للدهشة وكأن البطولة ستقام فى دولة أخرى !.. كنت قد كتبت من قبل فى “روزاليوسف” أن أبوريدة يجهز فضل لخوض انتخابات اتحاد الكرة المقبلة بناء على طلب من النادى الأهلى ويبدوأن اسناد منصب مدير أمم افريقيا تأتى فى اطار تنفيذ هذا المخطط.. فى اعتقادى أن تنظيم بطولة كبيرة مثل أمم افريقيا يحتاج لمدير لديه خبرات كبيرة.. وأن مسألة اعداد كوادر جديدة من السهل أن يعمل فضل مع أحد الخبرات الذى يكون مديرا للبطولة وأن يعمل معه كنائب لاكتساب الخبرات مع الوقت.. لاسيما أن اسما كبيرا مثل مصطفى مراد فهمى سكرتير عام الاتحاد الإفريقى السابق والذى عمل ايضا كمدير للجنة المسابقات بالاتحاد الدولى قد تم طرحه لكن يبدوأنه لم يكن على هوى البعض بالرغم من الخبرات الكبيرة الادارية لمصطفى مراد فهمى بالإضافة الى اجادته العديد من اللغات الأجنبية فليس فضل الوحيد الذى يجيد اللغتين الانجليزية والفرنسية وإلا كان قد تم اسناد المنصب لأحد المترجمين ! بلا شك اللغة مهمة لكن الخبرات أهم.. والأهم هوأن تخرج البطولة بالشكل الذى يليق بمصر خاصة أن اسناد التنظيم من قبل الاتحاد الإفريقى قد تم فى وقت ضيق ستة شهور لا يحتمل التجارب وأنها المرة الأولى التى سيشارك بها 24 منتخبا.. وأن آخر بطولة نظمتها مصر كان فى 2006 وظهرنا بشكل يليق بالدولة.