الجمعة 26 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثلاثية الثقافة القانونية فى معرض الكتاب

ثلاثية الثقافة القانونية فى معرض الكتاب






اليوم يُسدل الستار على الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب (اليوبيل الذهبى)، وقد شاركت الثقافة القانونية فى ثلاث فعاليات من خلال الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض – تشرفت باختيار المتحدثين فيها وإدارة جلساتها -  وكانت ثلاثية أعتقد أنها مهمة ومؤثرة فى نشر تلك الثقافة القانونية والوعى بها لجمهور المعرض والذى أثبت جدارة وتفاعلًا إيجابيًا سعدتُ به كثيرًا، وتحدث فى تلك الفعاليات قرابة ثلاثين شخصية من القامات والهامات المصرية والعربية ذات الرصيد العلمى والثقافى المشهود.
 الفعالية الأولى،  هى حفل مناقشة كتابين من إصدارات موسوعة الثقافة القانونية التى تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب الناشر الرسمى للدولة - التى أتشرف بالإشراف العام عليها - هما العامل المهاجر فى القانون الدولى والتشريعات الوطنية للدكتورة رشا على الدين، والوظيفة العامة فى قانون الخدمة المدنية الجديد للمستشار رجب سليم، وتتميز هذه الإصدارات بأنها تعرض المعلومات القانونية بأسلوب سهل ميسر للقارئ العادى، وبسعر زهيد لتيسير شراءها، وذلك لعدم تقاضى المؤلفين لأى مقابل مادى عنها، ومن اعتزاز أنها تلقى قبولًا من القارئ، وهذا يدل على فطرة الإنسان المصرى التواق للمعارف الجادة والهادفة والتى تدعوه لشرائها بعد اقتناعه بمضمونها وجدواها .
أما الفعالية الثانية، فهى احتفالية للقضاء الدستورى فى مصر فى خمسين عامًا (1969 - 2019) لحماية حقوق الإنسان وضمانات التقاضى، شارك فيها رؤساء وأعضاء المحكمة الدستورية العليا وكوكبة من كبار المفكرين والمثقفين والجامعيين والإعلاميين منهم المستشار عبد الوهاب عبد الرازق الرئيس السابق للمحكمة، وتم إهداء كتاب تذكارى أصدرتُه – بتقديم كريم من المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس المحكمة الدستورية العليا الحالى -  بهذه المناسبة على المشاركين جميعًا يوثق لثلاثين حكمًا وقرارًا من بين سبعة آلاف صدرت، لما أرسته المحكمة من مبادئ المحاكمة المنصفة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وحرية العقيدة والمواطنة والتقاضى أمام القاضى الطبيعى وشرعية الجرائم والعقوبات، وغيرها، مما يدعم الجهود المجتمعية المتكاملة، لإعادة صياغة العقد الاجتماعى بين المواطن والدولة.
وختام تلك الفعاليات الثلاث كانت ندوة حول حماية الملكية الفكرية بحسبانها واحدة من أهم موضوعات الصناعات الثقافية المعاصرة، وناقشت تلك الندوة أهم تحديات تلك الحماية فى عصر الانترنت والسطو اللامحدود على المنتجات الثقافية والفكرية والفنية ، وحفلت الندوة بحضور مكثف من الجمهور، وكانت السفيرة ميرفت تلاوى ضيفة الشرف التى كانت كلمتها من حصاد تجاربها الدبلوماسية الثرية فى الأمم المتحدة والمحافل الدولية، وخَلُصت إلى توصيات عملية لتوفير الحماية القانونية والمجتمعية والقضائية للصناعات الثقافية فى عمومها، وحقوق الملكية الفكرية فى خصوصيتها، لعل أهمها نشر الوعى القانونى بالأحكام الخاصة بين المخاطبين بأحكامها، لوأد الجرائم فى مهدها وعدم تفاقم آثارها.  
ومن أهم المواقف التى ستظل عالقة بذاكرتى فى تلك الفعاليات، أن كثيرًا من جمهور المعرض كان يأتى صدفة لها وأجده وقد استمر لنهايتها بمتابعة وشغف وترقب لمناقشاتها، وهذا يعطى انطباعاً جيدًا لمعرض هذا العام فى يوبيله الذهبى، فمقر المعرض هو مركز مصر للمعارض الدولية، بقاعاته ومبانيه وتجهيزاته اللوجستية الرائعة، فضلا عن جودة الموضوعات وكفاءة المتحدثين، وثمة ملاحظة مهمة للغاية وهى اختفاء السلوكيات السلبية للمترددين من أكياس المأكولات والمشروبات التى كانت تعج بها قاعات المعارض السابقة، وعشوائية المداخلات دون إذن من رئيس الجلسة، ولا أبالغ إذا قلت أن نوعية الجمهور تغيرت، لأن المناخ العام يوحى بالرقى والحضارة والالتزام والانضباط.
وبمناسبة المعرض يهمنى أن أذكر للقارئ الكريم عن تجربة عملية للنشر، فقد تجولت خلال فترة المعرض فى قاعات عرض الناشرين، بصحبة أبنائى وبعض زملائهم، وطلبت منهم اختيار عنوان كتاب  لشرائه، ودفع كل منهم ثمن كتابه، ولأننى والد لهم جميعًا، فأعطيتُ لكل منهم عشرة أمثال الكتاب، ليشترى عددًا آخر من الكتب باختياره فى الأيام التالية للمعرض ونشرتُ هاشتاج (  # اشترى _ كتابك ).
وبالقانون .. تحيا مصر،،