الجمعة 26 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خالد توحيد.. المعلم والأستاذ

خالد توحيد.. المعلم والأستاذ






عملت مع الصحفى الكبير الراحل خالد توحيد الذى وافته المنية صباح امس الأول - الثلاثاء - لمدة عامين ونصف العام فى صحيفة صوت الأمة الأسبوعية والتى كان يرأس تحريرها فى ذلك الوقت الصحفى الكبير وائل الابراشى .. ولا أنسى المقابلة الأولى لى مع الاستاذ خالد عندما ذهبت اليه فى مقر الصحيفة وكنت ألتقيه للمرة الأولى ولم تكن هناك معرفة مباشرة بينى وبينه.. وكنت فى وقتها قد تركت العمل فى صحيفة صوت الأمة الرياضى الأسبوعية.. ورحب بى بشأن العمل معه وطلب منى أن اكتب له تقريرا واحدا كل اسبوع عن اتحاد الكرة وقال لى بشرط أن يكون قويا وبالفعل كان ينشر لى التقرير الذى كنت اسلمه له كل اسبوع .. وفى عام 2006 اختار الأستاذ الكبير خالد توحيد احد الموضوعات التى كتبتها لتكون أفضل التقارير التى نشرت فى صفحتى الرياضة بالصحيفة على مدار العام ذاته.. وكان ذلك تقديرا كبيرا منه لى.. وفى كثير من الأوقات كنت اذهب اليه فى مكتبه بصحيفة الأهرام ونتحدث فى شتى الأحداث الرياضية.. ولا أنسى ايضا اننى اخطأت فى احد الموضوعات التى كتبتها الا أنه تناول الأمر معى بمنتهى الأدب والذوق والأخلاق فطوال العامين ونصف العام الذى عملتها معه لم اجده يخطأ فى احد.. ولا انسى حضوره عزاء والدتى « الله يرحمها».. ثم رحل خالد توحيد عن صوت الأمة بعد استقالة وائل الابراشى وبقيت فى الصحيفة لمدة شهرين فوجدت أن الأجواء اختلفت فقررت الرحيل عن صوت الأمة.. وبرغم انتماء خالد توحيد للنادى الأهلى لكنى لم اجده يوما فى صحيفة الأهرام  حيث كان يكتب أو فى صوت الأمة حيث كنت اعمل معه يتناول نادى الزمالك بشيء خارج عن النص أو يتجاوز ضد احد من رموزه أو يظهر انتماءه للنادى الأهلى فقد كان يفصل جيدا بين عمله كصحفى يجب أن يكون محايد أو ينحاز للحق وانتمائه للأحمر برغم أنه كتب اكثر من كتاب عن رموز النادى الأهلى.. كان مهنى الى أقصى درجة ومعتزا بنفسه فلم يكن الراحل الكبير مثل ما نشاهده الان من عبث وتضليل من اشخاص تصدروا المشهد الاعلامى الرياضى بمنتهى البجاحة ولا علاقة بهم بالاعلام استعانت بهم القنوات الفضائية لاستغلال شهرتهم كلاعبين كرة سابقين دون أن تكون لديهم اى خلفية ثقافية أو عملوا فى مهنة الاعلام .. اشخاص يأكلون على كل الموائد ولا يهمهم الا ملء جيوبهم وحساباتهم فى البنوك بالدولار والجنيه ويسعون للشهرة بشتى الوسائل والطرق بصرف النظر ما اذا كانت مشروعة أو غير ذلك .. اشخاص يأججون الفتنة بين الزمالك والأهلى لأغراض ومصالح شخصية ولا يهمهم الصالح العام من قريب أو بعيد .. ولا يدركون خطورة مخاطبة الملايين من جماهير الكرة عبر شاشات القنوات الفضائية وهو ما يهدد بحدوث كارثة لاسيما أن ما يقولونه يؤثر بالسلب على صغار السن من جماهير الناديين الكبيرين والذين يفتقدون للوعى والادراك والدليل ما يحدث من حرب وتناحر فى وسائل التواصل الاجتماعى.. وهنا تحمد المولى عز وجل على عدم وجود جماهير فى مدرجات مباريات الدورى العام والا كانت ستحدث كارثة بكل تأكيد .. وبلا شك فان المسئوليين بالأندية خاصة الأهلى والزمالك يتحملون مسئولية كبيرة فى تأجيج الفتنة وزيادة الفجوة بين جماهير القطبين فادارة كل ناد تخاطب جماهيرها فقط وتريد أن تكون البطل امامهم دون أن تعرف مدى تأثير تصريحاتهم وخطورتها.. لم يراعوا أن مصر مقبلة على تنظيم بطولة كبيرة مثل أمم افريقيا شهر يونيو القادم بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة.. كان خالد توحيد يدرك كل ما سبق وكنت اشاهده فى القنوات الفضائية يناقش القضايا الرياضية بعمق وثقافة وحياد .. بلا شك فان موته المفاجئ قد خطف القلوب ولكنه لن يكون غاليا على الذى خلقه.. لكن متى يدرك المتصارعون أنه لا طائل من الدنيا.. رحم الله الفقيد وتغمده فسيح جناته وصبر أهله.