الفدائى والهارب!

بلا شك فان الانضمام للمنتخب الوطنى هو شرف لأى لاعب ينتظره ويحلم به .. شرف أن تمثل بلدك فى المحافل الدولية .. وأن ترتدى تى شيرت منتخب مصر كما أن الغرض من اقامة المسابقات والدوريات المختلفة هو اختيار أفضل العناصر من اللاعبين للعب باسم منتخب البلد وتمثيله فى الخارج ولذلك لابد من الإشادة بلاعب نادى الزمالك محمود علاء خلال مباراة المنتخب امام نيجيريا فبالرغم انها ودية وهى التمثيل الدولى الأول للاعب الا أن علاء لعب بمنتهى الجد والرجولة والإخلاص ولم يدخر جهدا وبالرغم أن علاء كان لديه مباراة فاصلة ومهمة امام النادى الأهلى والذى أقيم يوم - السبت - الماضى بمسابقة الدورى العام واللقاء كان فاصلا فاذا فاز الأهلى اعتلى الزمالك وتصدر قمة الجدول  .. واذا فاز الزمالك اتسع الفارق مع الأهلى الى خمس نقاط واذا انتهت بالتعادل - كما حدث - فسيبقى الوضع على ما هو عليه بالأضافة الى أن محمود علاء هو هداف الزمالك الأول برصيد 12 هدفاً وهو احد هدافى الدورى وهو عنصر اساسى بالفريق .. ومن اجل مباراة  القمة كان من الممكن على محمود علاء أن يتهاون فى ادائه أو يدعى الإصابة أو الإجهاد أو يدخر جهده لمباراة القمة .. لكن محمود علاء لم يفعل شيئا مما سبق واصر على المشاركة مع منتخب بلاده وبذل قصارى جهده بل تعرض لأصابة بالغة فى رأسه حصل بسببها على 12 غرزة ورأس محمود علاء هى رأس ماله فهى التى يهدف بها وهى التى يدافع بها فى أغلب الأحوال وترتب على ذلك غيابه عن لقاء القمة وهى المباراة التى ينتظرها اى لاعب بالقطبين للمشاركة  بها والتى تحظى باهتمام جماهيرى واعلامى كبيرين .. والغريب أن اللاعب كان يريد المشاركة امام الأهلى برغم الأصابة لولا أن الجهاز الفنى للزمالك رفض المغامرة باللاعب .. االفدائية لم تكن قاصرة على محمود علاء وانما على زميليه طارق حامد ومحمود جنش حارس المرمى واللذين شاركا فى مباراة نيجيريا وديا اللقاء برجولة وكاد طارق ألا يشارك ايضا فى لقاء القمة بسبب تعرضه للأصابة الا أنها لم تكن بالغة ونجح الجهاز الطبى للزمالك فى الحاق حامد بمباراة الأهلى .. ويعد هذا النموذج من اللاعبين يحتذى به وقدوة طيبة للناشئين فى وقت غاب فيه المثل الأعلى .. وفى الوقت الذى كان فيه محمود علاء نموذجا مشرفا للاعب المخلص الواضح صاحب الوجه الواحد فانك تجد لاعبا اخر - ارفض ذكر اسمه - يلعب بأحد الأندية ادعى الاصابة فى مباراة المنتخب امام نيجيريا بسبب مباراة له مع ناديه بالدورى العام وأن ذلك حدث بالاتفاق مع مسئول بالنادى وبالاتفاق مع مسئول اخر بالمنتخب ينتمى لنفس النادى وهؤلاء فكروا فى مصلحة ناديهم فقط دون وضع اى اعتبار لمصلحة منتخب مصر .. وحدث ذلك بمباركة وبموافقة اعضاء باتحاد الكرة لم تهتز لهم شعرة فهم ليس لديهم وقت للمبادئ والقيم العليا فكل تفكيرهم ينصب فى المصالح والعمل فى القنوات الفضائية .. الولاء والانتماء اصبح للنادى وليس للمنتخب فاللاعب يرى أن امواله التى يحصل عليها غالبيتها ان لم يكن كلها من ناديه وبالتالى فهو أهم من منتخب البلد .. وبمجرد انتهاء معسكر المنتخب وانضمام اللاعب لناديه شارك فى التدريبات كأنه لم يكن مصابا بل  وشارك فى المباراة من بدايتها .. واذكر لاعباً اخراً بالمنتخب محترفاً بالخارج دائما ما يتهم بأن اداءه مع ناديه يفوق كثيرا جهده مع الفريق القومى .. وللأسف فان نموذج محمود علاء اصبح هو القلة من اللاعبين بينما نموذج الأدعاء والكذب هم الأغلبية .. وكثيرا ما نرى فى مباريات الكرة اثنين من اللاعبين فى كرة مشتركة تخرج رمية تماس أو ضربة ركنية أو اصطدام بينهما ويقوم الاثنين بالقسم مائة مرة أن الكرة لصالحه وضد زميله وبالتأكيد فان احدهما صادق والاخر كاذب.. ولا أحد ينسى الهدف الشهير الذى احرزه لاعب الأهلى السابق محمد ابوتريكة فى مباراة فريقه مع نادى طلائع الجيش عندما دفع ابو تريكة زميله من الفريق المنافس وأحرز هدفاً تقدم فريقه وفاز الأهلى بهذا الدورى فى ذلك الموسم بأسلوب غير شرعى.