الزمالك والأهلى والجبلاية

فى البداية لابد أن نبارك لنادى الزمالك، على إنجازه الكبير بالفوز للمرة الأولى ببطولة الكونفيدرالية واللقب الإفريقى العاشر فى تاريخه بعد غياب 16 سنة، وبعد ماراثون طويل هبوطًا وصعودًا لدرجة أن شبهه بعض «الأقزام» بحصالة المجموعة!
لكن بعزيمة وإصرار الأبطال، وأخص بالذكر طارق حامد وعبدالله جمعة ومحمود علاء ومحمود جنش ثم محمود الونش ومحمد عبد الغنى وكهربا ومحمد السيد زيزو ومحمود عبدالعزيز وإبراهيم حسن والنقاز ومعهم فرجانى ساسى وعمر صلاح.. وأيضا تضافر وتكاتف مجلس الإدارة تحت قيادة مرتضى منصور وإسماعيل يوسف وأمير مرتضى والجهاز الفنى برئاسة جروس ومعاونيه أمير عزمى وأيمن عبد العزيز وأيمن حافظ.. وقبل كل هؤلاء جمهور الزمالك الكبير، والذى يقف مع فريقه فى المواقف الصعبة وملأ استاد برج العرب عن آخره وجاء من كل المحافظات.. شاهدت رجلًا تجاوز السبعين من عمره اصطحب ابنه وزوجته من القاهرة حاملًا علمًا ويافطة كتب عليها الكونفيدرالية يا زمالك.. وشباب ارتدى تيشيرت الأبيض ولم يبالوا بحرارة الجو وصيام رمضان، تناولوا إفطارهم فى الاستاد وتحملوا الصعاب ومشقة السفر، كانوا يدعون من قلوبهم بالفوز يعشقون ناديهم فى كل الأوقات الخسارة قبل الفوز وفى الحزن قبل الفرح.. لم يبال الزمالك وجماهيره بمن افتعلوا المشاكل فى الوقت الذى كان يحتاج فيه للمساندة.. فما سر إعلان قائمة المنتخب الوطنى قبل اللقاء الهام بثلاثة أيام استعدادًا لبطولة الأمم الإفريقية التى ستقام بمصر الشهر المقبل ولا يتواجد فيها المتألق بشدة عبدالله جمعة.. فمعسكر المنتخب لن يبدأ الآن وسينطلق 6 يونيو المقبل لماذا لم تعلن القائمة بعد انتهاء مباراة الزمالك بالكونفيدرالية ؟.. هل هو تصدير الإحباط لجمعة قبل لقاء النهائى كما فسر البعض؟ ! لا أحد يعلم.. ثم تجد مشكلة أو أزمة أخرى افتعلها النادى الأهلى بالاتفاق مع مندوبه فى الجبلاية، والزمالك يستعد للقاء نهضة بركان والخاصة بمباريات الدورى المؤجلة هل هذا توقيته ؟! واضح أن هناك أغراضًا معينة لا يهمها سوى مصلحتها ولا يفرق معها من يمثل مصر فى مهمته الوطنية.. ثم تجد تسريبات من مندوب الأهلى فى الجبلاية بأن الزمالك سيلعب مؤجلاته الخمسة قبل بطولة الأمم الإفريقية أمام الإنتاج الحربى وحرس الحدود والجونة والاسماعيلى وأخيرًا الأهلى.. كل ذلك كان هدفه زعزعة الاستقرار فى الأبيض قبل لقاء هام.. وتفاجأ بأن الأهلى يهدد بالانسحاب ! ويصدر بيانًا بأنه لن يلعب بعد أمم إفريقيا هل الأهلى سينفذ تهديده اذا لم تنفذ طلباته؟ بالتأكيد لا.. وينسى الأحمر عن قصد أنه تم تأجيل عشرة مباريات له عندما كان يلعب فى إفريقيا وعندما استأنف اللعب بالدورى خاض اللقاءات على المزاج بالاتفاق مع اتحاد الكرة ودون ترتيب.. المباريات سهلة التناول أولا ثم القوية بعد فترة القيد وعقد الصفقات.. وهنا نتساءل لو أن الأهلى ما زال يلعب فى إفريقيا ولم يخرج على يد صن دونز هل كان الأحمر سيخوض كل مؤجلاته قبل أمم إفريقيا أم كان سيطالب الجميع بالوطنية والمساندة وأن الأهلى يلعب باسم مصر لماذا تتغير المواقف ؟.. ثم تجد تسريبًا آخر بأن مسابقة الدورى سوف تستكمل بدون اللاعبين الدوليين.. هل يوجد اتفاق على ذلك قبل انطلاق البطولة ؟ لم يحدث.. الزمالك مثلا لديه 4 عناصر أساسية لا غنى عنهم، وهم جنش ومحمود علاء وطارق حامد ومحمود الونش كيف يلعب بدونهم.. بينما فى الأهلى فان لاعبيه الأربعة الدوليين، اثنان منهم لا يلعبون بصفة أساسية وهما مروان محسن ووليد سليمان، كما أن محمد الشناوى مستواه متراجع.. من الواضح أن خسارة الأهلى نقطتان أمام النادى الاسماعيلى بالتعادل بهدف لكل فريق، جاءت فى وقت لم يتوقعه والمسابقة قاربت على الانتهاء مما جعله يهدد بالانسحاب ويصدر البيان.. المطلوب الهدوء، خاصة أن منتخب مصر على أبواب بطولة كبيرة هى أمم إفريقيا ستقام على أرضه ووسط جمهوره.