الجمعة 26 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بسمة.. وليالى «الوعى بالقانون» فى فيينا

بسمة.. وليالى «الوعى بالقانون» فى فيينا






فيينا.. عاصمة دولة النمسا الأوروبية العريقة.. وصاحبة الحضارة والثقافة الممتدة عبر التاريخ، قررتُ زيارتها مؤخرًا فى إطار برنامج أعددتُه مع نجلتى «بسمة» المعيدة بقسم الاقتصاد بإحدى الجامعات الخاصة الكبرى فى مصر - والتى ابتُعِثت فى منحة من الاتحاد الأوروبى إلى بولندا منذ عدة أشهر مع زميلتيها المعيدتين المتفوقتين ميرال العمرى ومنة الله طارق، لدراسة المقررات التمهيدية للماجستير – وذلك لزيارة عدد من المدن الأوروبية المتميزة خلال فترة إقامتهن فى دول الاتحاد، ورغم حرصى على (سرية) تلك الزيارة الأسرية، إلا أننى فوجئت بالدكتور على عبد الرحيم – وهو صديق عزيز وصاحب مؤسسة تعليمية متميزة بفيينا- ينقل لى رغبة عدد من أبناء الجالية المصرية هناك، فى اللقاء معهم محاضرًا عن أحد موضوعات الوعى بالقانون، وهو ما لاقى عندى ترحيبًا  فطريًا، فاخترت ُعنوان  «التبادل الثقافى فى مجالات الوعى بالقانون بين مصر و أوروبا»، وكان أن التقى بى رئيس النادى المصرى فى فيينا الكوتش مجدى رمضان، وكم كنتُ سعيدًا باتصال معالى السفير عمر عامر، سفير مصر وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية فى النمسا، مرحبًا بى وبالوفد العلمى المرافق لى من معيدات الاقتصاد!!
وفى الموعد المحدد عُقِدت المحاضرة برعاية السفير المصرى، وهُنا تتابعت المشاهد التى لا يمحوها الزمن، منها إهدائى العضوية الفخرية للنادى المصرى فى فيينا، وحضور العالم الاقتصادى الكبير الدكتور عمرو الإتربى المستشار الثقافى والتعليمى لمصر فى النمسا، والذى تفضل بتقديمى للمشاركين، وأكد على أهمية موضوع المحاضرة  فى دعم العلاقات الثقافية والتعليمية بين مصر والنمسا، ولا أستطيع أن أصف شعورى حين التقيتُ راعى المصريين فى النمسا، المهندس مصطفى عبد الله، والذى كان لقائى الأول به فى رحلة أوائل الثانوية العامة منذ 34 عامًا!!
استمر لقائى بالمصريين الشرفاء فى النمسا قرابة ثلاث ساعات، وقد وصفتُهم فى كلمتى بأنهم سفراء القوى الناعمة لمصر فى الدول الأوروبية المتقدمة، وقد دفعنى هذا أن أطلق مبادرة جديدة لتنفيذ خطة قومية مصرية– أوروبية لتنمية ثقافة الوعى بالقانون، على غرار الجهود المتواصلة التى تتابعت منذ عام 2007 مع الدول العربية فى هذا المجال، إيمانًا منى بأن المصريين على وعى تام بأهمية التبادل الثقافى وبخاصة فى تلك الآونة التى أصبح فيها العالم قرية صغيرة .. وأن الخروج على القانون أصبح يندرج تحت بند الجريمة العابرة للحدود الوطنية، وعلى رأسها جرائم الإرهاب الدولى، وظاهرة المقاتلين الأجانب، مما يقتضى التعاون الفعال لمواجهة تلك الجرائم، وأن هذا الموضوع يعد من الشواغل والهموم المشتركة بيننا – كمصريين - وبين  المجتمعات الأوروبية - ومنها النمسا -، بحيث يسعى كلانا أن تسمو  مبادئ سيادة القانون والوعى به، وذلك بنشر تلك الثقافة بين مختلف طبقات وفئات وأعمار الشعب بغض النظر أن الدين أو العرق أو الجنس، ويكون الحصاد منظومة توعوية جادة، لوأد الأفكار الإجرامية فى مهدها، وتعظيم مبادئ التسامح وقبول الآخر، وتقديس الأوطان التى لا يمكن أن ننفك عنها مهما طالت الغربة، أو بَعُدَت المسافات، وبحيث نوجه جهودنا لمواجهة الانحراف الفكرى والثقافى على صعيدين : إصلاح القائم.. ومواجهة القادم.. ثم دارت حوارات ونقاشات وآراء وأفكار، تصب جميعها فى المصلحة الوطنية العليا للبلاد، حول الآليات العملية لتنفيذ المبادرة، مما ضاعف من أهمية اللقاء وجدواه فى تواجد مصر الحقيقى فى الأوساط القانونية الدولية، بما يدعم الدولة المصرية.  
وبعد نهاية اللقاء، إذ بنجلتى (بسمة) تهمسُ فى أذنى، متسائلة يا أبتاه: أين وكيف ومتى يتحقق وعد الراحلة أسمهان فى أغنيتها الشهيرة «ليالى الأنس فى فيينا»؟ فأجبتها بفيلم وثائقى رائع أرسله لى الفنان المبدع محمود عيد عن محاضرتى (ليالى الوعى بالقانون فى فيينا)!! وقد أثبتت بسمة وزميلتاها ميرال ومنة – بشهادة المشاركين - كفاءة وتميزا بثقافتهن وتفاعلهن مع الحضور، ما يبعث الطمأنينة على مستقبل مصر.  
وبالقانون .. تحيا مصر،،