السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التجربة المصرية وبناء الإنسان

التجربة المصرية وبناء الإنسان






التنمية وبناء الإنسان، معادلة لازمة لبناء مصر الحديثة القادرة على لعب دورها العربى والإقليمى والدولى المنوط بها القيام به والتى طالما اضطلعت به تاريخيًا على مر الحقب والأزمنة، ونجحت بتلك المعادلة فى الخروج من أزماتها والعبور بأمتها وأبلت فى ذلك بلاء حسنًا تنوء به كتب التاريخ القديم والحديث.
 لقد كان انكفاء مصر على دواخلها طيلة الثلاثة عقود الماضية التى سبقت ثورة 30 يونيو خطأ استراتيجيًا جسيمًا خلف تراكمات بدت عصية على خلخلتها وإزاحتها لولا الإرادة المصرية التى قهرت فاشية الإخوان وسوداوية بعض «المتثقفين» من التيارات التى اعتادت دومًا الانحياز ضد الدولة المصرية، وضد الإرادة الجمعية للشعب المصرى الذى يتمتع بذكاء فطرى نادر بدا جليًا فى انحيازه الأسطورى لكل الخطوات التى اتخذتها الحكومة المصرية بعد 30 يونيو لتصحيح المسارات الاقتصادية والسياسية وحقن البنية المجتمعية بإجراءات ناجعة تزيده رسوخًا ومتانة وصلابة، حتما سوف تؤتى ثمارها بمزيد من جرعات شحذ الهمم، والتعاضد والتكافل وقليل من الصبر، فبرغم انقضاء (6) سنوات فقط على انطلاقة ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو وهى ليست بالمدة الزمنية فى عمر الشعوب فإن مظاهر النمو الاقتصادى الواضح، والتطور البنيوى اللافت فى هياكل المجتمع المصرى «بعيدًا عن الإحصائيات الاقتصادية الدولية والرسمية وهى موثوقة ومعتبرة» باتت ملموسة وواضحة نراها فى سلوكيات الناس فى الشوارع والمتاجر وحجم الإنفاق الباذخ الذى حدا بالمصريين أن يسحبوا من أجهزة الصراف الآلى أثناء إجازة عيد الأضحى فقط أكثر من 31 مليار جنيه وهو رقم مذهل بكل المقاييس المصرفية، فما بالك بشعب ما زال قطاع عريض منه يشكو الفاقة والفقر برغم امتلاكهم أرصدة متخمة فى البنوك، لقد نجحت الإجراءات الاقتصادية التى تصدت لها الحكومات المصرية المتعاقبة طيلة الـ(6) سنوات الماضية فى إعادة توسيع رقعة الطبقة الوسطى مرة أخرى بعد أن كادت تتلاشى فى سنة حكم الإخوان وهى طبقة تلعب دورًا مهمًا ومحوريًا فى ترسيخ وتأمين الاستقرار، وحماية المكتسبات، والتصدى لكل محاولات الاستعطاف والمظلومية التى تمارسها أبواق الإخوان فى الخارج.
بكل موضوعية وأمانة مصر تعود مرة أخرى باستنهاض طاقات شعبها الكامنة الجبارة وصدق توجهات قيادتها السياسية إلى ممارسة دورها التاريخى فى قيادة الأمة العربية مجددًا والخروج بها من الأزمات التى ألمت بها من كل جانب والتى أتت نتيجة لانكفاء مصر على أزماتها طيلة الـ(3) عقود، فلا هى التى نجحت فى تحقيق معادلات التنمية وبناء الإنسان ولاهى التى حافظت على دورها الريادى الممتد طيلة العقود والأزمنة الماضية.