الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عبدالرحمن السندى «أمير الدم»

عبدالرحمن السندى «أمير الدم»






ولد عبدالرحمن السندى عام ١٩١٨, بمحافظة المنيا، وهو من أوائل المنضمين لجماعة الإخوان المسلمين والذى رشحه حسن البنا لقيادة النظام الخاص الذى أسسسته الجماعة عام ١٩٣٩، وكان الرجل الأخطر بين أعضاء الجماعة, وكان لا ينافسه فى الجماعة كلها سوى حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الأول, فإنه كان يشعر بعلو مكانته وخطورة موقعه واستحواذه دون غيره على القوة, فكان يتعامل مع البنا معامله الند.
كان للسندى العديد من المواقف المتطرفة فقيادته لهذا النظام الخاص والذى أسس بزعم محاربة الاحتلال الإنجليزى, ولكن سرعان ما حول السندى هذا الهدف الى أهداف أخرى وهى القصاص من الشخصيات العامة والسياسية المصرية، وتفرغ تمامًا للاغتيالات لكل من يعارض الجماعة من رجال الحكومة أو الشعب ذاته من رجال الإعلام من الصحفيين والكتاب وغيرهم، وأشهر جرائمه والتى بسببها انتهى شهر العسل بينه وبين الجماعة هى اغتيال النقراشى باشا, وذلك ردًا على قيام النقراشى بالحل الأول لجماعة الإخوان عام ١٩٤٨،  فتنصل وتخلى عنه البنا وباعه بثمن بخس هو ورجاله وخرج وقال عنهم: ( بأنهم ليسوا إخوانًا ولا مسلمين)، وسجن السندى وبعض من رجال النظام الخاص لفترة، وعقب خروجهم لم تنته الخلافات بين السندى والجماعة, فبعد وفاة البنا تحولت الخلافات وزادت بقوة مع المرشد الثانى للجماعة حسن الهضيبى بعد محاولة الأخير بتجميد عمل النظام الخاص, فعمد السندى إلى محاولة الإنقلاب على مكتب الإرشاد والسيطرة عليه وقام هو ورفاقه من النظام الخاص بمحاولة السيطرة على المركز العام ولكنها محاولة باءت بالفشل، وعندما علم السندى بأن الهضيبى ينوى تعيين سيد فايز قائدًا للنظام الخاص خلفًا له قام باغتيال المرشح البديل له عن طريق إرسال علبة حلوى إلى منزل سيد فايز وبداخلها قنبلة والذى ما إن فتحها حتى انفجرت وأودت بحياته، وبعدها تم فصل السندى من الجماعة نهائيًا.
وإنتهت حياة الرجل الأكثر خطورة فى جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها بمرض القلب عام ١٩٦٢, ولكن فكره وعنفه الذى وضعه منهاجًا للإخوان ورجاله من النظام الخاص الذين أورثوه لجيل بعد جيل لم يمت, فالفكر واحد والنهج المتخلف واحد. فإنهم على مدار تسعين عامًا يتقنون صنع الموت منذ تأسيس النظام الخاص فى أوائل أربعينيات القرن الماضى وحتى مطلع الألفية الثالثة وظهور جماعات سرية أخرى تحترف صناعة الأسلحة وتستخدمها فى استهداف الجيش والشرطة والأبرياء.
فما أشبه اليوم بالبارحة فالتنظيمات الإرهابية مهما اختلفت أسماؤها أو صورها أو أسلوبها فالجميع خرج من رحم الأم الخائنة جماعة الإخوان المسلمين.