
صبحى شبانة
لا تضيعوا مصر
قال لى محدثى وهو شخصية عربية نافذة، «لاتضيعوا مصر»، كفاكم قسوة على مصر، إنها لاتستحق منكم ماتفعلونه بها، لاتكونوا أبناء عاقين، هل نسيتم مافعله بكم وبنا الإخوان بنا وبكم، الذين تنكروا لكل القيم، وباعوا ضمائرهم وأوطانهم على مدى مايقرب من مائة عام، منذ التأسيس على يد حسن البنا فى معسكرات الانجليز بالإسماعيلية فى عشرينيات القرن الماصي، أفيقوا يامصريين لاتهدموا الكبرياء العربى التى لاتزال تمثله لنا مصر، انتهى كلام المسئول العربى الرفيع.
لقد واجه الشعب المصرى طيلة تاريخه الممتد أخطارا كثيرة، قهر كل المعتدين، وما اسم القاهرة إلا عنوانا عريضا لكل الانتصارات التى حققها التلاحم بين الشعب والجيش الذى خاض 955 معركة عبر الزمن لم ينهزم إلا فى 12 منها فقط، (نسبة لاتذكر ولاتحصى)، جاءت جميعها بفعل أسبابا عزاها المؤرخون من خارجه.
مصر جيشا وشعبا تتعرض لهجمة شرسة يخطئ من يهون منها، فالمؤامرة تطل برأسها من تركيا وقطر التى فشلتا فى الايقاع بين الشعب والجيش على مر أكثر من ست سنوات، فكان لزاما عليهما التنويع من خارج الصندوق و الدفع بخائن هارب فى برشلونة، فضحته فيديوهاته، بأنه يضمر حقدا على الرئيس منذ أن كان وزيرا للدفاع العام 2012، «الموضوع حقد شخصي».
تلك الدول الحاقدة وغيرها من العملاء والمأجورين تريد هدم الإنجازات وتسفيه النجاحات التى تحققها مصر والتى دفعت «مورجان ستانلى»، لأن تصدر تقريرا لها مؤخرا، وصفت فيه التحول الاقتصادى التى تنفذه مصر بأفضل قصة إصلاح فى الشرق الأوسط، و فى أى سوق ناشئة، مؤكدة أن مصر فى طريقها لأن تصبح بلدًا ناجحًا، فى نفس السياق أكدت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، فى تقرير نشرته نهاية أغسطس الماضى، إن التحول الاقتصادى المصرى يمثل نجاحًا مهمًا للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي، وإن المستثمرين أشادوا بالإصلاحات الجريئة التى نفذتها الحكومة، كما توقعت «مؤسسة هارفارد للتنمية الدولية» نمو الاقتصاد المصرى بمتوسط 6.8% سنويًا حتى عام 2027، ليصبح ضمن أسرع الاقتصادات نموًا على مستوى العالم.
وقالت إن ما يجمع بين عدد من الدول منها مصر والصين وفيتنام باعتبارها أسرع الدول نموًا وفق تلك التوقعات، ليس لأنها تتشارك المستوى التعليمى نفسه أو المنطقة الجغرافية أو الدين أو أى مقياس لجودة المؤسسات لكن لأن كل واحدة من تلك الدول تمتلك قدرًا أكثر تطورًا من المعرفة المتخصصة أكثر مما هو متوقع أو أن الدخل بها من شأنه أن يدفع التنوع والنمو.
معدلات النمو الاقتصادى التى تحققها مصر، حتما سوف تنعكس على عموم الشعب المصرى بدءا من العام المقبل 2020 تثير حقدا دفينا لدى دول وأجهزة أرادت أن تستبق الرخاء الذى ينتظره المصريون بتحريك جماعة الإخوان، ومعاولها للحيلولة دون بلوغ تجاوز النقطة الحرجة التى يتهيأ الشعب للخروج منها كى ينعم بنتائج إنجازاته واستثماراته وبنيته التحتية المتطورة، الحفاظ على الدولة المصرية واجبا مقدسا قبل أن يكون واجبا وطنيا.
الفوضى التى ألمت بربوع مصر العام 2011 ليست ببعيدة، فلا تعيدوا الكرة مرة أخرى وتسلموا أقداركم ومستقبلكم إلى البلطجية من تجار السياسة والدين الذين احترفوا اللعب بعواطف ومشاعر وعقول البسطاء، الزمن لن يرحم هذا الجيل إذا كرر السقوط مرة أخرى ووقع فى براثن جماعة إرهابية احترفت النصب والقفز فوق إرادة الشعب.