الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوعى الجمعى كان حاضرًا

الوعى الجمعى كان حاضرًا






الشعوب الحية هى التى تصنع التاريخ، وتعيد مسار الزمن إلى وجهته، لقد برهن الشعب المصرى الأسبوع الماضى أنه رغم الأزمات خط مسار المستقبل، وخلع حذاء الإخوان، وتجاوز لعب الصبيان، و طوى صفحة 25 يناير إلى الأبد،  ورفض بشكل قاطع  عودة الإسلام السياسى تحت أى لافتة فى ظل دولة مدنية حديثة ناهضة تقوم على المواطنة ومبدأ تكافؤ الفرص.  
بعد أن  تصدى المصريون لمحاولات بث الفوضى، وأثبتوا أن الوعى الجمعى كان حاضرا، وأنهم برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها قطاع عريض لا يستهان به لم يستجيبوا للدعوات الهدامة العابرة للحدود، الهادفة لإسقاط الدولة والزج بها  فى دوامة من الاضطراب والفوضى.
أسبوعان من الشائعات والاكاذيب عاشها المصريون على أطراف اصابعهم  يتلمسون خلالها  طريقهم صوب الاستقرار، رفضوا كل الادعاءات المغرضة، أبهروا العالم كعادتهم وأثبتوا أنهم أمة حية قادرة على الفرز، منيعة  حصينة وعصية غير قابلة للانكسار والخداع.
حسنا فعل الرئيس الذى أدار الأزمة باقتدار واستجاب  للوعى الشعبى بتوجيه الحكومة إلى البدء فى إجراء إصلاحات اقتصادية،  وإنعاش الحياة السياسية،  وتوسيع قاعدة المشاركة  كل هذا من شأنه بلا شك  أن  يحسن من جودة الحياة  وأن يرفع الأعباء عن كاهل الطبقات الفقيرة  التى رفضت الاستجابة لدعوات التظاهر (رغم محاولات شحنهم وتضليلهم واستغلالهم)، وأن يشرع الأبواب مجددا  أمام الحرية المنضبطة للإعلام الوطني،  ومعالجة انسداد  الأفق السياسى لدى الطبقات السياسية والمثقفة التى آن لها أن تنزل من برجها العاجى وتخلع رداء الأيديولوجيا المتعالية.
عدم استجابة المصريين للخروج والتظاهر لا يعنى الرضا على مجمل السياسات الحكومية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى كانت ضرورية لإصلاح المسار الاقتصادى البنيوى الذى كان ضروريا وحتميا، على الحكومة  أن تبحث عن حلول ناجعة للأزمات الاقتصادية الطاحنة وكذلك عن آليات لرفع كفاءة أجهزة الدولة التى  تقذف  بأثقالها كل يوم فى وجه  المواطنين الذين  لا يجدون فيها إلا الإهانات والعراقيل والابتزاز، كثيرا ما نادينا وكذلك فعل غيرنا بضرورة  تطبيق الحوكمة والانتقال إلى الحكومة الإلكترونية لتحسين مستوى الخدمات، وسرعة الإنجاز  والقضاء على الرشاوى، على الحكومة أن ترتقى إلى مستوى الوعى الشعبى قبل فوات الأوان .
إن يوم  السابع والعشرين من سبتمبر سوف يضاف إلى أيام الوطنية المصرية، فيه انحازت جموع الشعب إلى الدولة ومؤسساتها وحفرت طاقة نور وسط  ظلام يلف معظم دول المنطقة، وأثبتت أن الشعب  المصرى غير قابل للانكسار وقادر على حمل رايات أمته مجددا .