
صبحى شبانة
زعامة أردوغان على جثث السوريين
الاستقرار هو المستحيل فى منطقتى الخليج والشرق الأوسط فى ظل استمرار وجود الرئيس التركى رجب طيب أردوغان المهووس بزعامة فارغة لا يمتلك مؤهلاتها، لا يعدو أكثر من متعجرف يريد أن يستحضر ماضيًا تجاوزه الزمن وتجاوزته الدول العربية التى رضخت لقرون تحت الاحتلال العثمانى الظلامى نشر خلالها الجهل والتخلف، لم ينجح سوى فى الجباية وإفقار الشعوب.
أردوغان الذى نجح فى ترويض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يشن حربًا على أكراد سوريا بالتعاون مع الجيش السورى الحر الذى دعا مسلحيه إلى استخدام أقصى درجات العنف والتنكيل بشركائه وإخوته فى المواطنة والدين والعيش المشترك أكراد سوريا، ولمن لا يعلم فإن الجيش السورى الحر هو الجناح المسلح والذراع العسكرية لجماعة الإخوان السورية وكان يعمل فى السر وتحت الأرض حتى العام 2011م، وظهر للعلن بعد اندلاع الفوضى، وما سمى فى حينه بالربيع العربى.
الولايات المتحدة الأمريكية التى سحبت قواتها مؤخرا من الشمال السورى، لتسليم سوريا إلى تركيا، فيما يبدو تكرارًا لاستراتيجيتها التى نفذتها فى العراق وسلمته لإيران، الحقيقة توجد علامات استفهام كثيرة «من جهتى ليست مستغربة» تحيط بالموقف الأمريكى الذى سحب قواته قبل يومين فى إشارة لم تخطئها تركيا، ما يعنى السماح لها بشن حرب على الأكراد الذين كانوا بالأمس حلفاء ترامب وشركاءه فى الحرب على داعش، فى واقع الأمر سلوك ترامب ليس مفاجئا، هو متوقع ومعتاد لرجل لا يمتلك رؤية ويفعل الشيء وضده فى نفس الوقت، فى هذا السياق جاءت تغريداته التى أطلقها الاحد الماضى بعد مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان منحه خلالها الضوء الأخضر لتركيا لبدء عملياته العسكرية التى أطلق عليها « نبع السلام» للتوغل فى شمال سوريا.
كعادته لم يتردد الرئيس دونالد ترامب (الذى يدير سياسته عبر تويتر) فى تبريره لوقف الحماية الأمريكية للأكراد فى إطلاق تغريدة قال فيها: لقد قاتل الأكراد إلى جانبنا، لكننا دفعنا لهم أموالا طائلة ثمنا لذلك وزودناهم بمعدات كى يفعلوا ذلك، إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود، وكافأتهم أمريكا بأن أوقفت هذا القتال لمدة ثلاث سنوات، لكنه آن أوان أن نترك هذه الحروب السخيفة التى لا نهاية لها، كثيرا منها حروب قبلية، علينا إعادة جنودنا إلى بلدهم. سنحارب حيث نجد لنا مصلحة، سنحارب من أجل أن ننتصر، على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد معالجة الوضع وخوض حروبهم بأنفسهم وإيجاد مخرج لما يريدون فعله.
الموقف الأمريكى بات واضحًا لا التباس فيه عبر عنه الرئيس الأمريكى الذى يجمع بين الديماجوجية والسفسطائية فى آن دون خجل، لكن ماذا عن الموقف الروسى والإيرانى الذى لايزال ملتبسا وغامضا، واللذين لولاهما لسقط الأسد ونظامه منذ زمن والذى مازال نظامه يرفع شعار» الأسد أو حرق البلد»، الصمت الروسى والإيرانى يوحى بأن هناك شيئا ما دار فى الخفاء، حيث كانت القمة الثلاثية الخامسة التى جمعت روحانى وأردوغان وبوتين فى العاصمة التركية انقرة منتصف الشهر الماضى والتى تمخض عنها ما أطلق عليه «صيغة أستانا» «التى خولت لتركيا شن الحرب على سوريا، فى أعقابها قال رجب طيب أردوغان: نحن الجهة الوحيدة لتنفيذ هذه المهام ولضمان السلام والاستقرار فى سوريا، نحتاج إلى العمل بجدية أكبر.
أمريكا وروسيا وإيران فوضوا تركيا والاخوان بقتل الشعب السوري، هذا ما يفعله الاخوان بشعوبهم، الحروب التى لا تنتهى فى سوريا دروس لمن تخدعهم شعارات الإخوان .