الخميس 3 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«دراكولا» إسطنبول

«دراكولا» إسطنبول






ثمة أهداف بعضها معلن والكثير منها خفى فى الحرب التى يشنها السفاح طيب أردوغان على شمال شرق سوريا، والذى يخطط لضمها إلى شمال غرب سوريا حيث يرضخ لواء الإسكندرونة السورى منذ عقود تحت الاحتلال التركى، وبهذا لو نجح يكون قد سيطر على نصف مساحد سوريا يريد أردوغان بعملياته العسكرية التى أطلق عليها «نبع السلام» أن يريدها حربا خاطفة فى ظل صمت دولى مطبق ويأس عربى ومباركة من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية التى استخدمتا حق الفيتو فى مجلس الأمن ضد إدانة تركيا أن يفرض معادلة جيوسياسية جديدة فى ظل إعادة هندسة الشرق الأوسط التى أرهقته واضعفته فوضى الخريف العربى التى تم فيها استخدام جماعات الإسلام السياسى، وما يسمى بالنشطاء من أمثال وائل غنيم فى مصر وتوكل كرمان فى اليمن وحمزة الخطيب فى سوريا، هم وغيرهم ممن يعتاشون على نفقة الـ CIA فى الولايات المتحدة وخارجها.
 استخدام الفيتو الروسى قد يكون مفهوما ومتوقعا فى ظل التحالف المعلن بين تركيا وايران وروسيا، وفى ظل ما اطلق عليه «صيغة أستانا» التى تم التفاهم بشأنها سبتمبر الماضى فى قمة أنقرة التى جمعت بوتين وروحانى وأردوغان، اما فيما يتعلق باستخدام الفيتو الامريكى فإنه بالتأكيد جاء بموافقة واجماع الإدارة الامريكية على العملية العسكرية التركية ضد الشعب السورى، هذه الادارة لم تتوقف منذ بدء الهجوم العسكرى التركى عن توجيه الانتقادات لأنقرة. بل ذهب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إلى حدود التهديد بإرسال قوات عسكرية أمريكية لاستعادة الهدوء، أو بفرض عقوبات اقتصادية سوف تدمر الاقتصاد التركى هذه التهديدات  مجرد كلام  فى الهواء الطلق للاستهلاك المحلى فى عالمنا العربى المثخن العاجز.
الاهداف الخفية لا تخفى على كل مراقب ومتابع وهى تتمحور حول الفشل السياسى والاقتصادى الذى يعانى منه أردوغان الذى انخفضت شعبيته بشكل ينبئ بطى صفحته وصفحة حزبه فى الانتخابات المقبلة، وإطلاق سراح الدواعش المسجونين فى الرقة والحسكة وتل أبيض ورأس العين  وكوبانى والقامشلى وغيرها  فى  محافظات الشمال السورى والتى يبلغ عددهم أكثر من 11 ألف داعشى لينضموا إلى نحو 18 ألف داعشى  يحتضنهم الجنوب التركى، وتنفق عليهم قطر تمهيدا لإعادة  تجنيدهم وتأهيلهم ومن ثم إطلاقهم  مجددا الى  ليبيا وتونس والجزائر وسيناء المصرية، ايضا الحقد الذى يكنه أردوغان ضد الأكراد «أحفاد صلاح الدين الأيوبى»، وهو الذى يطمح فى ان يقدم نفسه زعيما عثمانيا تاريخيا يحمل لواء الإسلام  بمحو الصورة الذهنية المتبقية عن الأكراد بعد أن  قدموا للأمة الإسلامية صلاح الدين الذى يحوز على اجماع الأمة منذ أكثر من تسعة قرون وحتى الآن.
لا يوجد فى العالم العربى من يؤيد الحرب التى يشنها أردوغان على الشعب السورى سوى قطر وقناتها الجزيرة التى وصفت اتصال جرى الخميس الماضى بين  تميم وأردوغان بالزعيمين»!! يوجد الكثير فى عوالمنا من المضحكات المبكيات، أو كما يقولون شر البلية ما يضحك.