الجمعة 26 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الندوة التثقيفية.. والممر.. و«القانون»

الندوة التثقيفية.. والممر.. و«القانون»






عنوان المقال يشير إلى حدثين وطنيين مهمين تابعهما المصريون تلك الأيام، وهما الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الحادية والثلاثين، وعرض فيلم  «الممر» على شاشات التليفزيون؛ فقد عُقدت الأحد الماضى 13 من أكتوبر عام 2019 الندوة التثقيفية للقوات المسلحة فى نسختها رقم 31  بعنوان (أكتوبر.. إرادة وتحد) بالتزامن مع مرور 46 عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة، وعرضت فيلمًا تسجيليًا بعنوان «الحقيقة والتحدى» يوضح مدى التحديات التى واجهتها مصر منذ هزيمة حرب يونيوعام 1967، ومرورًا بحرب أكتوبر عام 1973، حيث كانت مصر تعرف طريقها وهدفها فى مواجهة التحدى، وجهود الرئيس السادات فى الحرب والسلام، واسترداد باقى الأرض المحتلة، والتى توجت فى نهايتها باتفاقية كامب ديفيد 1978، وكذا مواجهة مصر للإرهاب بجميع أشكاله، وأخيرًا مسيرة البناء فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى شهدت التعمير فى جميع  مرافق الدولة جنبًا إلى جنب مع مكافحة الإرهاب والقضاء على منابعه.
وكان فيلم «الممر» هو أحد أهم فعاليات تلك الندوة، وهو فيلم  دراما حربى، وقد أصبح أيقونة الشعب المصرى سيما بعد عرضه على شاشات التليفزيون، وكان الفيلم قد حقق ثانى أعلى الإيرادات فى موسم عرضه  فى عيد الفطر 2019، والمركز الرابع فى قائمة أعلى الأفلام دخلا فى السينما المصرية، ويتناول الفيلم قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، وعلى رأسهم أحد القادة البواسل، ويناقش المرحلة الزمنية بدءًا من حرب 1967 وحتى الأوقات الأولى من حرب الاستنزاف، وقد أشادت الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة، بفيلم «الممر» ودوره فى تعريف الأجيال الجديدة بالدور الذى بذله رجال القوات المسلحة خلال حربى الاستنزاف، وأكتوبر المجيدة.
وفى الواقع فإن كلا هذين الحدثين الوطنيين المهمين لهما صلة وثيقة الوشائج بالقانون (منهجًا .. وأداءً)؛
أما عن المنهج فإن دقة اختيار القوات المسلحة المصرية لتوقيت عقد الندوة فى فترة حاد فيها بعض المتطرفين الغلاة عن القانون، فطفت على السطح فقاعات الشائعات والأكاذيب وتزييف الوعى وافتعال أحداث وهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مما كان يتحتم معه مواجهتها بذات المنهج المبنى على الوقائع والحقائق والوثائق والتاريخ، وهوما أكده فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حديثه ردًا على الأسئلة فقال حرفيًا:  «حروب الجيل الرابع تحد كبير فى المنطقة.. ومحتاجين توعية كبيرة.. وكل أب وأم محتاج يفهم أولاده بأن ما يتعرض له على السوشيال ميديا مش مظبوط.. والكلام بدون أى أساس علمى.. غير الاستهداف من جانب أجهزة وكتائب إلكترونية.. احنا شغالين فى النقطة دى.. جزء كبير يعتمد على توعية المواطنين.. والنهاردة بنشوف أهالى بيحطوا التليفونات قدام الأطفال الصغار.. وجزء كبير من الموضوع يعتمد على التوعية». 
أما عن الأداء الذى يستند إلى القانون، فقد درجت الندوات التثقيفية عبر فعالياتها المتنوعة على إعلاء قيم القانون والوطنية والشرف والحيدة والنزاهة والشفافية، ما كان له أكبر الأثر فى ترديد مصطلح «الوعى» سواء فى كلمات فخامة السيد الرئيس أم المتحدثين، كما أن سيناريو فيلم «الممر» اختط لأبطاله دوماً أداءً قانونيًا رفيعًا، حتى فى التعامل مع العدو والأسرى فى قمة المواجهات الحربية الدامية، لالتزامه بقوانين واتفاقيات العمليات العسكرية وأسرى الحرب، فبدت مشاهد الفيلم تعكس ثقافة وحضارة المصريين الضاربة فى جذور التاريخ، مع الرقى والمعاصرة الجادة فى التعاطى مع الأحداث.
لقد اثبتت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة مدى صدق العبارة الشهيرة «الجيش والشعب إيد واحدة»  لتعبر عن وعى المصريين والتفافهم حول جيشهم الحريص على أمنهم وسلامتهم والذود عنهم فداء بالدم، وكم كانت كلمة فخامة الرئيس السيسى مؤثرة حين خاطب المصريين قائلا: «اللى اتعمل من الجيش لبلده فوق الخيال.. ويتكتب فى التاريخ»، ثم أردف فى موضع آخر مؤكدًا على قوة وقدرة الجيش المصرى: «بقوة الجيش المصرى لا يستطيع أحد التدخل فى الدولة المصرية»، كما اثبت فيلم «الممر» للصديق والعدو.. أن القدرات العسكرية المصرية مع الإيمان بالله سبحانه وتعالى.. والعزيمة والإصرار والإخلاص والصدق.. هى أهم أسس النصر.
      وبالقانون تحيا مصر ،،