الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الخليفة عبدالرحمن الناصر

الخليفة عبدالرحمن الناصر






أمير المؤمنين وثامن حكام الدولة الأموية فى الأندلس التى أسسها عبدالرحمن الداخل فى الأندلس بعد سقوط الخلافة الأموية فى قرطبة، وأول خلفاء قرطبة بعد أن أعلن الخلافة فى قرطبة عام 316 هـ، والمعروف عند الغرب تاريخيا بعبدالرحمن الثالث خلفا لجديه عبدالرحمن بن معاوية «عبدالرحمن الداخل» وعبدالرحمن بن الحكم «عبدالرحمن الأوسط». ولد عبدالرحمن فى قرطبة «277 هـ 890م»، لأبيه محمد ابن الأمير عبدالله سابع أمراء دولة بنى أمية فى الأندلس، وأمه مسيحية أوروبية تدعى مزنة أوماريا كما تشير الروايات الأجنبية، وعنى جده الأمير عبدالله بتربيته وتعليمه بعد وفاة أبيه، فتعلم القرآن والسنة، كما درس الشعر والتاريخ والنحو، وفنون الحرب والفروسية، فكان محل ثقة جدهن وحين اشتد بجده المرض، أوصى بأن يتولى الحكم من بعده. كانت الإمارة حين تولاها عبدالرحمن الثالث مضطربة للغاية، انطلقت فيها الثورات والتمردات فى كل مكان، وكانت سلطة الدولة قد انحصرت فى عهد سابقيه فى قرطبة ونطاق ضيق حوله، فسارع عبدالرحمن بإرسال حملات حربية إلى تلك المناطق بقيادته أوبقيادة قادة جيوشه حتى أخضع المناطق المتمردة فاسترد شرق ووسط وغرب وجنوب الأندلس وانتزع أغلب الحصون من أيدى المتمردين، واستولى أيضًا على طليطلة، فاستعاد هيبة الدولة وبسط سلطته على جميع أنحاء دولته، كما حافظ على حدود الدولة الشمالية عن طريق تحقيق انتصارات عسكرية على الممالك المسيحية المجاورة فى الشمال، وانتصر عليهم بعد عدة معارك ضارية ثم عقد صلحًا معهم بناء على رغبتهم، مما أنهى أطماع تلك الممالك فى التوسع جنوبًا. واستطاع تأمين حدوده الجنوبية عن طريق السيطرة على الموانئ المقابلة للأندلس فى المغرب وتقديم الدعم المادى والعسكرى لبعض أمراء المغرب لصد هجمات الفاطميين للتوسع غربًا. أما عن إعلانه الخلافة بالأندلس فبعد أن دبَّ الضعف فى الخلافة العباسية ببغداد، وتأسيس الخلافة الفاطمية، ودعوة الفاطميين لنشر المذهب الشيعى وهوما مثل تهديدًا عسكريًا ودينيًا للأمويين بصفة خاصة والأندلس بصفة عامة. رأى عبدالرحمن أنه الأحق والأجدر بسمة الخلافة. وفى يوم الجمعة الثانى من ذى الحجة من عام 316 هـ، أمر عبدالرحمن بأن يُخاطب بصفة رسمية بلقب أمير المؤمنين عبدالرحمن الناصر لدين الله، ومنذ ذاك الحين ضربت ألقاب الخلافة على النقود. كما اهتم عبدالرحمن الناصر بالعمارة والبناء، ويعد تأسيس مدينة الزهراء وتشييد قصر الخلافة وعمارة المسجد الجامع فى قرطبة، وتجديد واجهة المسجد ومنارته، أعظم أعمال عبدالرحمن الناصر فى مجال العمارة والبناء. وبفضل الاستقرار السياسى والمغانم العسكرية، انتعشت الأندلس فى عهد الناصر اقتصاديًا وعسكريًا وعلميا، وأصبحت الأندلس مركز العالم الإسلامى وإحدى القوى العظمى فى العالم وغدت مدينة قرطبة فى عهد الناصر واحدة من أعظم مدن العالم، فأصبحت عاصمة الخلافة الأموية فى الأندلس وقبلة لدارسى الطب والعلوم الأخرى من الدول الأوروبية المختلفة وبداية ترجمة المراجع العلمية للحضارة الإسلامية فى شتى التخصصات والتى قامت عليها بعد ذلك النهضة الأوروبية، توفى عبدالرحمن بعد أن أمضى خمسين عامًا فى حكم الأندلس، استطاع خلالها بحزمه وصرامته ودهائه وحنكته وبعد نظره أن يعيد توحيد البلاد تحت سلطته، وأصبحت دولة الخلافة الإسلامية بالأندلس فى عصره دولة كبرى مهابة الجانب يخطب ملوك أوروبا ودها وصداقتها.