الجمعة 26 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عظات قانونية.. فى عيد الميلاد المجيد

عظات قانونية.. فى عيد الميلاد المجيد

تحتفل كثير من شعوب العالم اليوم الثلاثاء الموافق 7 من يناير  بمرور 2020 سنة على ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، وهو العيد الذى تتزين فيه المنازل والفنادق والكنائس والشوارع الرئيسية والساحات والأماكن العامة، ابتهاجًا بهذا العيد المجيد، ونستدعى فيه كذلك عظات قانونية تشريعية متعددة، ودروس مستفادة، ومواقف حاسمة غيرت مجرى التاريخ البشرى، وكانت أيقونة متقدة، يُستضاء بها عبر القرون، وفى شتى المجالات،  فقد كان حكيمًا وفيلسوفًا ومصلحًا اجتماعيًا نادى بالحسن الخلقى والمساواة، وكان الوعظ عن ملكوت الله  أحد أبرز مفاهيمه أو محور عمله، وهو معصوم، وكامل ، والوحيد الذى لم يرتكب أى خطيئة. وقد سجلت الأناجيل حلقات من عظات المسيح وتعاليمه عليه السلام، ولربما كان يكرر تلك العظات فى غير موضع من مواضع تبشيره، وأكبر هذه العظات تلك التى دعيت  «عظة الجبل»، والتى شكلت لاحقًا - لاسيّما فاتحتها المسماة التطويبات-  أحد أهم الموضوعات والأركان التى ارتكز عليها التعليم الدينى - الاجتماعى للمسيحية؛ وبذلك كان المسيح كامل الناموس ؛ فقد أعلى المسيح من أعمال البرّ وأعمال الخير والصلاة التى تتم أمام الناس هى لا شيء عند الله إن كانت تهدف لإرضاء الناس أو لفت أنظارهم، كما رفض المسيح العنف إجمالاً، وطالب بمحبة القريب، وهى عند المسيح تتسع لتشمل جميع البشر حتى الأعداء، وكمالها هو الرحمة، فحضّ على التسامح والغفران ونبذ الحقد مشددًا على العطاء فهذه كنوز الحياة الآخرة، وفى المقابل نبذ المادية المفرطة وتقديم الحياة الأرضية على الحياة الآخرة، كما رفض بشكل بات، إدانة الآخرين دينيًا أو إساءة معاملتهم أو إظهار عيوبهم، معلنًا المساواة بين جميع الأجناس والمراكز الاجتماعية، فالعمل الصالح هو وحده الفيصل فى قيمة الإنسان فى هذا الزمان وفى الزمان الآتي، وقد أثار المسيح الوعى بالحرية الإنسانية بمفهومها الحديث، ولذلك لا يمكن فهم سيرورة التطور البشرى وعصر الحرية الحالى دون إنجيل  (يسوع) وتعاليمه. وفيما يخصّ التعليم الاجتماعى أيضًا، فقد أولى المسيح عليه السلام عناية خاصة فى ذلك للفقراء وسائر أصناف المستضعفين، وإن كانت عظات الإزائية اجتماعية بالأحرى، فإنّ إنجيل يوحنا يُظهر بشكل متزايد الصيغة اللاهوتية - الماورائية لكلام المسيح،  فالحديث مع نيقوديموس يركز على المعانى الروحية للعماد كولادة ثانية ، ومحبة الله للعالم هى التى أرسلت المسيح  ؛ ويشرح أيضًا علاقته بالآب وشهادة الآب له، وشبه تعليمه وكلامه بالطعام الحقيقى والحى وهو ما دعّم لاحقًا سر القربان ، وأيضًا يتكلم المسيح عليه السلام فى عظاته، سيّما الأخيرة، عن محبته لخاصته الذين فى العالم، وحبّه لهم إلى الغاية. كانت تلكم إطلالة عاجلة – بما سمحت به هذا السطور – على عظات قانونية وتشريعية أتى بها المسيح عليه السلام، وفى المقابل فقد تعطلت بعض القوانين الطبيعية، يبدو أول مظهر لها فى حمله وولادته عليه السلام،  بأن يكون الحمل بتزاوج بين رجل وامرأة ( أب وأم)، فتعطلت تلك القوانين، وحملت السيدة العذراء دون زوج، فقد ولد المسيح عليه السلام، من رحمها و قد ظهر لها جبرائيل مرسلاً من قبل الله وأخبرها أنها ستحمِل بقوّة الروح القدس بطفل «يكون عظيمًا وابن العلى يدعى، ولن يكون لملكه نهاية» (لوقا 1/32)، وفى مسيرة حياته – عليه السلام – تتأكد تلك الخوارق المعجزة للقوانين  الطبيعية من أهمها؛ كلامه فى المهد، وكان يصنع من الطين تمثالاً على شكل طائر، وينفخ فيه فيتحوّل هذا التمثال إلى طائر حقيقي، كما كان يشفى الأكمه والأبرص، وكان يحيى الموتى، وكذلك كان يخبر الناس بما فى بيوتهم من أصناف الطعام، وجميع ما سبق لم يكن وفق القوانين الطبيعية للكون بل كان بإذن الله تعالى. تهنئة من سويداء القلب للشعب المصرى قطبيه مسيحيين ومسلمين، بعيد الميلاد المجيد، الذى يعتبر فرصة مناسبة  لتجمع الأسر المصرية الأصيلة فرحين مهنئين مستبشرين بأمل مشرق، ومستقبل واعد نحقق فيه سويًا ما نطمح فيه ونتوق إليه لمصرنا الغالية.   وبالقانون .. تحيا مصر ،،