الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
موسم الصحوة والانكسار

موسم الصحوة والانكسار

ربما لم تزل صحوة القطاع الخاص على تعدد أشكاله وأنواعه مثيرة للدهشة والإعجاب فى موسم عام 2019 تطرق القطاع الخاص هذا العام على وجه التحديد إلى أشكال متنوعة وجديدة عليه ربما أراد بها صناعه الانتقال من مرحلة قديمة باهتة إلى افق اوسع وارحب من الإطار التقليدى المعتاد عليه تمثل هذا التغيير الجديد المثير للإعجاب الشديد؛ فى ثلاث تجارب الأولى تجربة الفنان اشرف عبد الباقى بعرضه «جريما فى المعادى» أو «مسرحية كلها غلط»، المأخوذة عن عمل إنجليزى بنفس الاسم «the play that goes wrong» فتح عبد الباقى بهذا العرض خيال المسرحيين على شكل آخر لم تشهده مصر من قبل فى مجال صناعة المسرح حيث تعاقد مع الفريق الإنجليزى صاحب العمل الفنى على شراء حق عرضه بالكامل كما قدم على مسارح برودواى وانجلترا وبذلك يحاكى السوق المسرحى المصرى السوق الأوربى فى أسلوب طرح وعرض مسرحيات قد يكون من الصعب الانتقال إلى موطنها الأصلى لمشاهدتها فاختار عبد الباقى إعادة تقديمه بفريق عمل مصرى خالص بنفس التكنيك الإنجليزي؛ تمثلت التجربة الثانية فى إعادة تقديم مسرحية «الملك لير» إخراج تامر كرم لوليم شكسبير ببطلها النجم يحيى الفخرانى بمنطق القطاع الخاص وهى جرأة فنية أقدم عليها صناع «كايرو شو» فلم يسبق أن قدم عملا كلاسيكيا من الألف إلى الياء ضمن منظومة القطاع الخاص لاعتبارات الربح والخسارة بينما لم يلتفت صناعه لذلك وقرروا خوض المغامرة التى نجحت وشهدت إقبالا جماهيريا برغم ارتفاع اسعار التذاكر، التجربة الثالثة مسرح الأسرة الذى حرص على ابتكاره أحمد أمين فى مشروعه الجديد «أمين وشركاه» قدم من خلاله قالبا فنيا جديدا على مسرح الفضائيات والقطاع الخاص. بينما لم تتوقف «كايرو شو» كمنظومة جديدة دخلت مجال السوق فى الإنتاج المسرحى وطرحت نفسها كبديل قوى لقطاع خاص جديد عن الإنتاج والتجريب بالمحاولة والخطأ بدأوا مشروعهم بعرض محمد هنيدى 3 «أيام X الساحل» ثم الفخرانى وحرصا على التنوع والابتكار طرقوا مجالات أخرى جديدة بعروض لمسرح الطفل «not frozen» إخراج محمد الصغير، «علاء الدين» بطولة أحمد عز، «اللى عليهم العين» إخراج محسن رزق تنوع الإنتاج بين عروض كوميدى كلاسيكى موسيقى غنائى استعراضى ومسرح طفل وبالتالى يقتحم كايرو شو مجال القطاع الخاص بقوة ليكمل خطته هذا العام بتنوع آخر ونجاح أكبر. شهد القطاع الخاص أيضا شكلا إنتاجيا آخر ربما هو الأقرب للمسرح المستقل والذى يتزعمه المخرج المسرحى احمد العطار بعرض «ماما» بطولة فريق المعبد وإخراج رئيس الفريق وربما يعكس هذا الشكل الإنتاجى المختلف الذى يعلى من قيمة الفن على الترفيه حالة التعدد فى الرؤى والأشكال الإنتاجية الجديدة فى منطق القطاع الخاص صاحب الصحوة الفنية الذى بدأ يطرح نفسه كبديل قوى لإقامة حركة مسرحية حقيقية هادفة للربح والتثقيف وكذلك الترفيه. بينما على صعيد آخر وفى الوقت الذى شهد فيه القطاع الخاص صحوة مسرحية استقر وثبت القطاع العام كثيرا عند شكل فنى وإطار محدد برغم وجود بعض العروض المسرحية المبشرة والتى كادت أن تحقق نجاحا ملموسا خلال هذا الموسم سواء على مستوى البيت الفنى ومسرح الهناجر للفنون إلا أن منطق التنافس الظالم هذا العام بالمهرجان القومى للمسرح انكسرت به كل معايير الجودة بشكل كبير وكانت نتائج بعض المسابقات صادمة للمسرحيين وبالتالى هبط شغف وهيبة تقديم عروض ذات معنى وانقلبت معايير التفضيل والاختيار إلى أهواء لجان المشاهدة والتحكيم مما قد يؤثر وبشدة على شكل الحركة المسرحية المقبلة فهل ستظل خاضعة لمعايير المنافسة والأفضلية فى الاختيار أم سيتجاوز صناعها أزمة أهواء اللجان ويقررون الإبداع لمجرد الإبداع؛ لكن فى ظل هذه الحالة من الانكسار الفنى التى سيطرت وخيمت على القطاع العام خرجت أعمال مبشرة للغاية مثل «سينما مصر» إخراج خالد جلال، و«المتفائل» إخراج إسلام إمام، و«الطوق والأسورة» ناصر عبدالمنعم والذى حصل على أفضل عمل متكامل فى مهرجانى الهيئة العربية للمسرح وايام قرطاج المسرحية ربما لم يهتم أصحاب هذه الأعمال كثيرا بمعايير المنافسة وكان رهانهم الأول على نجاح العمل تحقيق الإقبال الجماهيرى وهذا ما تحقق فعليا فى «سينما مصر» إخراج خالد جلال وحقق «المتفائل»  إخراج إسلام إمام أعلى إيرادات فى تاريخ المسرح القومى واستمر نجاحه حتى الوقت الحالى.