الجمعة 5 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اجتماع مصرى فى حب فؤاد رياض

اجتماع مصرى فى حب فؤاد رياض

شاركت أمس الأول الأحد فى عزاء أحد أهم أقطاب القانون والقضاء الدولى فى العالم هو المرحوم الأستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض أستاذ أساتذة القانون الدولى الخاص بجامعة القاهرة، والقاضى الجنائى الدولى بمحكمة لاهاى لمحاكمة مجرمى الحرب فى يوغوسلافيا السابقة، وقد بدأت مراسم العزاء قبيل صلاة المغرب واستمرت حتى التاسعة مساء، فى تتابع وزخم غير مسبوق من زملائه وتلاميذه ورموز السياسة والقانون والقضاء والدبلوماسية والخارجية من شتى التخصصات وتنوع الفئات ومختلف الأعمار سيدات ورجال وشباب وفتيات، فى مشهد بديع، يدل على مكانته فى نفوسهم وسطوته على قلوبهم التى يعتصرها الألم والوجد لفراقه، وقد عاش بينهم سنين عددا، فقهيا، وعالما، ومثقفا رفيع المستوى،وأستاذًا جليلا، وناصحًا أمينًا،إلى الحد الذى لا أبالغ فى القول إنه كان يحتل فى عقل ووجدان كل منهم مساحة الأب والمعلم والصديق والحبيب والمجيب لكل نداء للعلم والمشاركة الإيجابية الفعالة والمتطورة مع كل جيل، حتى يظن كل منهم أنه هو وحده محور اهتمامه، لأنه يهتم بدقائق حياته، ويبذل جهده ووقته ويتحاور معه بمنطق العقل والشفافية والمصداقية بدون حدود. دار مناسبات مسجد عمر مكرم التى أقيم فيها عزاء الدكتور فؤاد رياض، أحياه فضيلة الشيخ صديق المنشاوى ومقرئ آخر فاضل من وزارة الأوقاف، بتلاوة عذبة من آيات القرآن الكريم، كان بمثابة اجتماع لمصر بكاملها دون التفات لميول سياسية، أو نزعات عصبية، أومشاحنات وظيفية زائلة، لأن من أتى لهذا السرادق لم يكن فى ذهنه سوى شخص الدكتور فؤاد رياض، رغم برودة الجو القارص، وتباعد مسافات القادمين من أطراف القاهرة، واصطفت أسرته الكريمة فى رقى وأصالة وعراقة فى استقبال المعزين ؛ زوجته الوفية السيدة منى ثابت، ونجليه الأستاذ الدكتور الوقور طارق والسيدة الفاضلة الأستاذة هالة، وعمهما الدكتور مصطفى رياض ومن أحفاده النجباء طارق ونور وهالة  وقد أرسل فخامة رئيس الجمهورية مندوبًا عنه برتبة عميد لتقديم واجب العزاء، وحضر الدكتور طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية السابق، وتوافد أستاذة كلية الحقوق جميعا شيوخا وشبابا يتقدمهم الرعيل الأول أساطين القانون وعمالقته الكبار من حقوق القاهرة أمثال الدكاترة فتحى سرور وفتحى والى وسمير الشرقاوى وحسنين عبيد ومفيد شهاب وشكرى سرور وأحمد البرعى وأحمد الصاوى وعوض بلال وجابر جاد نصار وحسن جميعى. وفى تمثيل رسمى للكلية حضر عميدها الدكتور صبرى السنوسى، ووكلائها ورؤساء الأقسام بها ونخبة من أساتذتها ومدرسيها والمدرسين المساعدين والمعيدين كذلك، منهم الدكاترة هانى سرى الدين ومحمد سامح عمرو وعبد المنعم زمزم وسيد طه وجمال عبدالعزيز ونخبة من العلماء الأجلاء صناع العقل والقانون المصرى والعربى من الجامعات المصرية ، منهم الدكاترة حسام عيسى وإبراهيم أحمد وحازم عتلم وأحمد رفعت ورابح رتيب وحسام لطفى وحفيظة الحداد ورشا على الدين وأشرف جابر وأبو العلا عقيدة.  وقد حرص كثير من سدنة العدالة من القضاة على العزاء، فكان منهم قمم المستشارين العظماء أصحاب المعالى عزت السيد وعدلى حسين وأحمد الزند والدكتور برهان أمر الله والدكتور حسن بدراوى ونبيل عمران ومصطفى البهبيتى وماجد رشدان ويحيى البنا وعادل ماجد وإسماعيل الزيادى وحنان شعراوى وحسين رأفت وتهانى الجبالى ويحيى الدكرورى ومحمود فوزى.  ومن وزراء الخارجية والسفراء المبجلين كان أصحاب المعالى المصريون حتى النخاع عمرو موسى ونبيل فهمى ومشيرة خطاب وعزت سعد وصبرى السيد وإيناس مكاوى رئيس بعثة الجامعة العربية فى الهند والتى حضرت من الهند خصيصًا لحضور العزاء، وحضر العزاء من المحامين رموز القضاء الواقف الأساتذة والدكاترة منى ذو الفقار ومحمد حمودة وإبراهيم إلياس.  كل ما سبق لم يكن سوى عدد محدود ممن أعرفهم شخصيًا، وغيرهم مئات ممن لا أستطيع حصرهم ولا تسعفنى ذاكرتى المجهدة والحزينةعلى فراق الفقيد الحبيب على ذكرهم.  وسيظل اسم فؤاد رياض نموذجًا للجدية والإصرار والعزيمة والتحدى والابتكار والتجديد والتواصل وعدم الاستسلام طيلة أكثر من تسعين عامًا، بأن ظل عطاؤه دافقًا فياضًا حتى أسلمت روحه الطاهرة لربها راضية مرضية، داعين المولى العلى القديرأن تدخل فى عباده وتدخل جنته بإذن الله.  وبالقانون.. تحيا مصر،