أنماط التسويق

عندما سأل أحد مدراء سلاسل الوجبات السريعة الشهيرة  عما يقوم به من مهام وما يقابله من تحديات... ابتسم ابتسامة كبيرة وبدأ كلامه قائلا «:ربما تعتقدون أننا مؤسسة تسعى لبيع الوجبات السريعة وعلى رأسها وجبات البرجر التى نشتهر بها ولكننا فى حقيقة الأمر حاليا يمكن أن نعتبر أنفسنا نعمل فى مجال العقارات».... كانت إجابة غريبة على كل الحضور الذين اعتقدوا أن هذا الشخص سيتحدث عن قائمة الطعام الذى تقدمه سلسلة المطاعم وعن مميزات تلك الوجبة واختلافها عن الوجبات الأخرى وأيضا عن الوجبات التى يقدمها المنافسون. حقيقة الأمر أن كل هذا يتم ويجب أن يتم باستمرار فى المستوى الأول من التسويق... المستوى الأول المباشر... المرتبط بالجودة والابتكار وبالسعر وأساليب الإعلان والمقارنة مع المنافسين.... إلخ. المستوى الثانى الذى يتحدث عنه هذا المسئول هو ما يطلق عليه حق الامتياز (Franchising) فى هذا المستوى لا تقوم الشركة ببيع المنتجات التقليدية لها ولكن تقوم بتأجير العلامة التجارية لها حيث يقوم آخرون بباقى العمليات المعتادة المرتبطة بالمنتجات وبيعها... بالطبع يتم ذلك بناء على معايير قياسية تقوم الشركة الأصلية بوضعها وفرضها ومراقبة الالتزام بها وتوقيع غرامات فى حالة المخالفة قد تصل إلى سحب الترخيص تماما. قد يتبادر إلى الذهن أن هذه الأسلوب يتم فقط فى المطاعم فقط ولكن فى حقيقة الأمر فإن نظام حق الامتياز اتسع نطاقه ليشمل نحو 75 فئة لتصنيف الأعمال... خدمات المطاعم هى المثال الأشهر ولكن يوجد أمثلة أخرى مثل الخدمات الصحية من مستشفيات ومعامل تحاليل وصيدليات... أعمال الإنشاءات... خدمات الطباعة والنسخ... خدمات الفنادق ووكالات السياحة والسفر والتسويق العقارى... إلخ. يمنح هذا النظام فوائد كثيرة لمانح الامتياز منها انتشار اسمه وفروعه كما يحصل على مقابل مالى مقابل منح اسمه... ربما يكون المقابل المالى كبيرا جدا لدرجة أنه يكون أحد أكبر التهديدات لمن يمنح حق الامتياز والذى يستفيد بالطبع من شهرة العلامة التجارية وثقة العملاء فيها الأمر الذى يجعله يقفز عدة سنوات فى مشواره الاستثمارى ما كان له أن يصل إليها لولا حصوله على هذا الاسم الكبير. التجربة تطبق فى مصر منذ سنوات بنجاح كبير سواء بالحصول على علامات تجارية أجنبية أو علامات تجارية محلية أيضا... أجدها فرصة لتنمية الأعمال وتقليل الخسائر التى قد تكون مرتبطة بسنوات الحبو الأولى فى مجتمع الأعمال.