الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بروفايل

مهاتير محمد صانع تاريخ ماليزيا

قدم رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، البالغ من العمر (94 عاما)، استقالته بعد محاولة من شركائه السياسيين لإسقاط الحكومة، فى خطوة تمثل «تحول مذهل للأحداث» فى ماليزيا، خاصة أنها تأتى بعد عامين على فوز مهاتير فى الانتخابات البرلمانية. ولد مهاتير فى 20 يونيو 1925 بولاية كيداه بماليزيا، وتلقى دراسته بكلية السلطان عبدالحميد، ثم درس الطب بكلية المالاى بسنغافورة، والتى كانت تعرف بكلية الملك إدوارد السابع الطبية، وقام بدراسة الشئون الدولية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1967. بعد تخرجه عمل بالطب فى عيادته الخاصة والتى كان يقوم فيها بعلاج الفقراء مجانا، كما عمل كضابط طبيب بسلاح الخدمات الطبية، عرف مهاتير باتجاهاته السياسية وانتمائه لتنظيم اتحاد «الملايو» حيث تدرج فيه من عضو إلى نائب رئيس ثم رئيس له عام 1981. شغل عددا من المناصب منها، مندوب ماليزيا بالأمم المتحدة 1963، وعضو برلمان منتخب، وعضو مجلس الشيوخ وعضو برلمان منتخب ، ورئيس مجلس التعليم العالى الاول ورئيس مجلس الجامعة الوطنية فى السبعينيات، ثم وزير للتربية والتعليم من عام 1974 حتى 1981، ثم نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة والصناعة ، ثم أخيرا رئيس الوزراء ووزير الشئون الداخلية عام 1981. وصلت ماليزيا فى عهده إلى ذروة مجدها وارتفع نصيب دخل الفرد فيها ارتفاع كبير، كما تم تقليص حجم البطالة واتجه بالبلاد إلى نهضة اقتصادية حققت معدلا هائلا فى النمو الاقتصادي، ورسما مخططا بحيث تصبح بلاده بحلول 2020 على درجة عالية من التقدم الصناعي. اشتهر بقبضته الحديدية على الحكم، وإن كان لم يصل إلى مستوى بعض حكام دول جنوب شرق آسيا الأكثر قسوة، لكنه حول ماليزيا من دولة مغمورة إلى واحدة من أحدث الدول الصناعية فى العالم. وخلال الأزمة المالية الآسيوية عام 1998، قام بمقامرة خطيرة فى معالجة أزمة اقتصادية وسياسية مزدوجة ومخالفته لنصيحة صندوق النقد الدولى يفرض قيود على رأس المال والعملة لإنقاذ اقتصاد البلاد، لدرجة ان وصفه المستثمر البارز جورج سوروس بأنه يشكل «تهديدا» لبلاده، وسخر منه مهاتير واصفا إياه بـ»الاحمق»، وبعدها توج حملته بإقامة عاصمة إدارية جديدة وبناء برجى بتروناس أطول مبنى فى العالم آنذاك. تخلى عن السلطة فى 2003، لكن الأضواء لم تنحسر عنه خلال فترة تقاعده ، وعاد للعمل السياسى مرة أخرى فى 2016 لكن هذه المرة فى صفوف المعارضة وتعهد بالإطاحة بنجيب عبد الرازق، وتخلى عن جميع أدواره الاستشارية للحكومة، وكان بالفعل رأس الحربة فى الإطاحة برئيس الوزراء الفاسد، ليتم انتخابه مجددا رئيسا لوزراء ماليزيا، ليكون بذلك أطول مسئول آسيوى يظل فى منصبه.