الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحرب المجيدة «1»

الحرب المجيدة «1»

أيام قليلة تفصلنا عن حلول الذكرى الـ51  لانتصار حرب أكتوبر المجيدة والتى غيّرت مجرى التاريخ وأظهرت العدو الإسرائيلى على حقيقته بعد أن تلقى هزيمة هى الأسوأ له فى تاريخه فحرب أكتوبر تعد رابع مواجهة عسكرية بين إسرائيل والدول العربية وقد جاءت بعد فترة طويلة من التخطيط والتركيز من القوات المسلحة المصرية التى كانت تدرك فى هذا الوقت بأنه ليس لها خيار آخر غير النصر.



وقد بدأت الحرب فى الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 حيث كانت إسرائيل لا تزال تبدو أمام العالم قلعة عسكرية منيعة لا يمكن اقتحامها، لكن هذه الأوهام الإسرائيلية لم تلبث أن تبددت منذ الساعات الأولى للقتال، فقد نجحت القوات المصرية فى اقتحام قناة السويس واجتياح حصون خط بارليف الحصين بعد أن كانت إسرائيل تتغنى به بأنه الخط المنيع الذى لا يقهر أبدًا وأن من يحاول تخطيه فسوف يقع فى بركان من الجحيم وظلت مطمئنة لدرجة أنها توهمت أن مصر وجيشها قد أصيبوا باليأس من هذا المانع الحصين، لكن الحقيقة المرة التى استيقظت عليها إسرائيل وحلفاؤها فى أمريكا والغرب بأن الجيش المصرى العظيم قد حطم هذا المانع فى زمن لا يتعدى 6 ساعات فقط وأصبحت القوات المسلحة المصرية على الشط الشرقى للقناة بعد أن رفعت علم مصر وأبادت كل قوات العدو الموجودة خلف هذا المكان وهو ما أدى إلى انهيار نظرية الأمن الإسرائيلى بكل أسسها ومقوماتها وتقوضت سمعة الجيش الذى لا يقهر وأصيب الشعب الإسرائيلى بصدمة عنيفة وصفها بعض المحللين العسكريين بالعبارة الشهيرة «زلزال فى إسرائيل».

لقد كانت حرب أكتوبر حدثًا فريدًا بلا شك بل نقطة تحول فى مسار الصراع العربى الإسرائيلى وكان من أبرز سمات حرب أكتوبر هو ظهور كفاءة المقاتل المصرى وارتفاع مستوى معنويات واستيعاب الأسلحة الإلكترونية الحديثة.

مصر ظلت منذ نكسة سنة 1967 وحتى حرب 1973 فى حالة حزن شديد وكان الوضع النفسى للشعب المصرى فى غاية الانهيار والكل ينادى بالحرب وضرورة رد الاعتبار.

ولا صوت فى مصر غير صوت الحرب وكل الشعب المصرى بمختلف فئاته وطبقاته يقف يدًا واحدة ينادى بالحرب وينسى الجميع مشاكله، وتحول الشارع المصرى إلى ساحات مفتوحة تنادى بالثأر الذى كان فى حرب أكتوبر 1973 نصرًا مؤزرًا حطمت فيه قواتنا المسلحة كل أصنام العدو التى بناها لنفسه بأنه جيش لا يقهر وأنه استطاع حماية نفسه من أى حرب يمكن أن تقام.

حرب أكتوبر مهما تم الكتابة عنها إلّا أنها تحتاج إلى مجلة وتحتاج لعمليات تحليل واسعة حتى تكون نبراسًا واضحًا للأجيال المصرية القادمة والأجيال الحالية، لا بد أن نسلط الضوء على حرب أكتوبر فى جميع مناسباتنا حتى يعلم النشء بأن العدو الحقيقى لمصر هى دولة إسرائيل الغاشمة، وأن كسر أنف إسرائيل تم على يد الجيش المصرى وهى ما زالت تحسب له ألف حساب حتى الآن، وكل ما تقوم به فى غزة وجنوب لبنان الآن تحاول فيه أن توجد لنفسها انتصارًا وهميًا تقدمه لشعب إسرائيل بأنها استطاعت أن تنتصر على أى شعب عربى أو أى فصيل عربى بعد أن كسر الجيش المصرى أنفها وبتر ذراعيها وحطم قدميها فلم تجد غير المدنيين الضعفاء فى غزة تقتل وتشرد فيهم وتقوم بتجويعهم ليل نهار.

مصر دولة لها جيش عظيم يستطيع أن يحميها ويحمى مقدراتها فى أى وقت وحين وفى أى مكان من أرض مصر.

علينا فقط أن نؤمن بقدرتنا وأن نحافظ على وحدتنا من أجل أن تظل مصر قاهرة الأعداء..  وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها..