روايات عالمية تنبأت بالمستقبل

مروة الوجيه
انتشرت خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعى مقتطفات من كتاب للكاتب الأمريكى الشهير دين كونتز التى صدرت عام «The Eye Of Darkness» 1981، حيث نشر المدونون مقطفات من الرواية تشير إلى انتشار فيروس غامض أطلق عليه «ووهان- 400»، تم تطويره كسلاح بيولوجى يمكن استعماله فى المستقبل.
وعلى الرغم من انتشار تلك المقتطفات من الرواية، إلا أن العديد من المواقع الأمريكية والعالمية قد نشرت تحليلا عن التشابه بين فيروس (19-COVID) والمعروف باسم «كورونا» وفيروس «ووهان-400»، وذلك بعد رفض الكاتب الأمريكى -74 عامًا- الرد على استفسارات الصحافة، ووفق موقع «ساوث تشاينا مورنينج بوست» إن الرواية أصبحت تتصدر المرتبة الثالثة لأكثر الكتب مبيعًا على خرائط الأمازون للأسبوع الأول من شهر مارس. وكان الكاتب الأمريكى دين كونتز قد اشتهرت رواياته أنها تحمل طابع التشويق والغموض، وتمزج أحياناً بين الرعب والفانتازيا والخيال العلمي، وصنفت بعض أعماله فى قائمة نيويورك تايمز لأعلى الكتب مبيعاً وله ملايين القراء حول العالم. تتناول الرواية قصة أم هى «كريستينا إيفانز» يذهب ابنها فى رحلة تخييم فى مدينة «ووهان» الصينية ثم يتوفى بسبب انتشار فيروس قاتل فى هذه المنطقة، قبل أن تقودها عملية البحث إلى اكتشاف حقيقة وفاته ووجدت «إيفانز» فى النهاية أن ابنها لا يزال على قيد الحياة، إلا أنه محتجز داخل منشأة عسكرية، بعد إصابته بفيروس غامض أطلق عليه «Wuhan-400 «، تم تطويره فى مختبر فى مدينة ووهان. ربما أثارت رواية « The Eye Of Darkness» الكثير من الجدل فى الأيام الماضية، لكنها لم تكن الرواية الأولى التى يثار حولها جدل التنبؤ بالمستقبل، والذى استطاع أدباء القرون الماضية أن يتنبئوا بأحداث مستقبليه رأينا روايتهم تتحقق حرفيًا على مر السنين ونرصد فيما يلى أهم هذه الروايات:
(حطام السفينة تيتان) العبث
( The Wreck of the Titan (Futility) فى عام 1898 صدرت رواية العبث (Futility) للروائى الأمريكى مورجان روبرتسون، وهى رواية خيالية تتحدث حول أضخم سفينة بنيت على الإطلاق، وفى رحلتها الأولى تصطدم السفينة بجبل جليدى وغرقها فى المحيط الأطلسى فى ليلة باردة من ليالى أبريل وكانت تعانى نقصًا فى قوارب النجاة.
من الأرض إلى القمر
From the Earth to the Moon من أهم روايات الخيال العلمى للأديب الفرنسى الشهير جول فيرن والتى صدرت عام 1865، حيث عرض فى روايته الأشهر فى إنتاجه الأدبى مجموعة من الاختراعات البشرية البعيدة عن العقل فى وقتها، حيث تحدث الكاتب عن الغواصة الكهربية والألواح الشمسية واكتشاف طبقات الأرض وغيرها من الاختراعات. كما توقعت الرواية هبوط الإنسان على سطح القمر وهو الأمر الذى تحول الى حقيقة بعده بـ113 عام، بعد هبوط نيل أرمسترونج عبر سفينة الفضاء (أبوللو 11) الأمريكية، وليس الأمر محض توقع للهبوط فحسب بل تطابقت الكثير من الحقائق بين الرواية والحقيقة، أولها منصة الإطلاق، التى جاءت فى الرواية بان المنصة ستكون من ولاية فلوريدا، وهو الأمر الذى تحقق فيما بعد، كذلك تحدث الكاتب عن تغيرات الجاذبية حتى آخر لحظات الهبوط، ولم تختلف الرواية عن الواقع سوى فى آليةإطلاق الصاروخ حيث ذكرت الرواية انه تم استخدام مدفع ضخم بدلاً من سفينة الفضاء، لكن الرواية أثبتت سعة خيال صاحبها التى وصلت للمستقبل حتى أدق التفاصيل!.
العالم يتحرر
The World set free
رغم من شهرته بتشاؤمه الشديد للمستقبل، إلا أن الكاتب الأمريكى هربرت جورج ويلز قد تحققت كل تواقعاته الذى تحدث عنها فى روايته العالم يتحرر The World set free التى صدرت عام 1913.
وحذر ويلز البشر من شرور الإنسان الذى قد تدفعه ليصنع قنبلة بإمكانها تدمير مدن كاملة، كما ألمح الكاتب الى حرب وشيكة بين القوى العالمية، وهو الأمر الذى حدث بالفعل بعد 31 عاما بالفعل، 1945 ونشوب الحرب العالمية الثانية واستخدام القنبلة النووية للمرة الأولى فى هيروشيما وناجازاكى اللتان أفنتا المدينتين.
كما اعترف العلماء ومنهم العالم ليو سيلارد أن رواية ويلز ألهمتهم بتطوير الفكرة فى ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين لتصنيع القنبلة النووية.
يذكر أن الكاتب الأمريكى قد أوصى أن يكتبوا على شاهد قبره رسالة للبشرية قائلاً «قد أنذرتكم.. أيها الأغبياء!».
لا يمكن أن يحدث هنا
It Can’t Happen Here
تنبأت رواية تعود إلى عام 1935 بصعود المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية المثير للجدل، دونالد ترامب. ويروى الأديب الأمريكى الحاصل على جائزة نوبل سنكلير لويس، فى روايته قصة صعود سيناتور شعبى للبيت الأبيض ثم يظهر جانبه الفاشى الرهيب وتعصبه ضد فئات كثيرة مثل المكسيكيين أو ذوات البشرة الغير بيضاء.
1984
وهى الرواية الأشهر للكاتب الانجليزى جورج أورويل، والتى صدرت عام 1949 حيث يوضح الكاتب مفهوم الدولة التى ترصد جميع تحركات مواطنيها عن طريق شبكة مترابطة من كاميرات الأمن.
واليوم، أصبحت المراقبة بالفيديو جزءا لا يتجزأ من الحياة العامة سواء فى الفضاءات الخاصة أو غيرها بالإضافة إلى نظام GPS لتحديد المواقع أو تتبع الأفراد، والأقمار الصناعية التى تستعملها الحكومات لغرض التجسس، كل هذه الأمور كانت تدور بشكل أو بآخر فى خيالات جورج أورويل، ويبدو أن أغلبها صدق بشكل كبير!
يذكر أن رواية 1984 قد اختارتها مجلة «تايم الرواية» فى عام 2005 ضمن أفضل 100 رواية كتبت باللغة الإنجليزية بين سنتى 1923 و2005، كما وصلت إلى قائمتى دار نشر «Modern Library» لأفضل 100 رواية، متربعة فى المركز الثالث عشر على قائمة المحرر والمركز السادس فى قائمة القراء، وفى 2003 وصلت إلى المركز الثامن فى استفتاء أجرته هيئة الإذاعة البريطانية.
الوقوف على زنجبار
Stand on Zanzibar
هى رواية صدرت عام 1969 للكاتب البريطانى جون كيليان هيوستن، وقد تنبأ الكاتب بظهور أجهزة الحاسب الآلي، و الهواتف المحمولة، والفياجرا، وإجراء مكالمات الفيديو، وزواج المثليين، فضلًا عن تقنين المخدرات داخل المجتمعات. كما حذر الكاتب فى روايته التى تعتبر من الخيال العلمى فى ذلك الوقت، من التضخم السكانى وضرورة التصدى له، وذكر برانر فى الرواية إن عدد سكان العالم فى عام 2010 سيتخطى 7 مليارات نسمة، وهو ما حدث بالفعل لكن فى العام الذى يليه 2011، وواجهت الحكومات، فى الرواية، الانفجار السكانى بقوانين عالمية شديدة الصرامة لتحسين النسل، وتطويع الجينات لتحديد الأشخاص الذين يحق لهم الإنجاب دون غيرهم.
كما تخبرنا رواية «الوقوف على زنجبار» بتفشى ظاهرة التطرف، وانتشار حوادث القتل الجماعي، و العصبية الحزبية، وانتهاج الكثير من المتطرفين العنف دفاعًا عن عقائدهم الدينية.
ويمسك بمقاليد الأمور فى هذا العصر أول كمبيوتر يصنف بأنه «أكبر دماغ اصطناعي»، وتظهر شبكة تواصل اجتماعى تتيح للمؤسسات الإعلامية نشر آخر الأخبار وتلقى تعليقات من الأعضاء بصورة فورية.