البعيد مفيد

أتاحت أزمة انتشار فيروس كورونا حول العالم وما صاحبها من إجراءات وقائية واحترازية أن يتم إعادة النظر فى استخدام تقنيات وأساليب مبتكرة لاداء الأعمال.. يأتى على رأسها بالطبع أساليب العمل عن بعد Teleworking، والتى ترتبط هذه المرة بإجراءات حظر التجوال ودعوات البقاء فى المنازل Stay At Home والحملة الإعلامية للتوعية بالفوائد والمخاطر المرتبطة بعدم الامتثال لتلك القرارات، وأثرها على زيادة أعداد المصابين وربما خروج الأمر من نطاق سيطرة الدول وامكانياتها المتاحة للوقاية والعلاج على حد سواء.

العمل عن بعد من المنزل Working From Home  والذى لم تعره الكثير من المؤسسات والشركات الاهتمام المطلوب من قبل، حيث يظهر ذلك على سبيل المثال فى احصائيات الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تشير إلى أن إجمالى نسبة العمل عن بعد فى عام 2000 كانت فى حدود 3.3 % من اجمالى قوة العمل، والتى ارتفعت إلى 5% فى عام 2016 ثم إلى 5.2 % فى عام 2017.احصائيات نفس العام لدول الاتحاد الأوروبى تعطى إشارات أخرى بين دول تكون النسبة فيها أقل من 1% مثل بلغاريا ورومانيا.. إلى دول تصل النسبة فيها من 12% إلى 14% من إجمالى قوة العمل مثل فنلندا ولوكسمبورج وهولندا.

الدراسات والحسابات الاقتصادية تشير إلى وجود مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفوائد للعمل عن بعد بعضها مرتبط بتقليل الازدحام وانبعاثات عوادم السيارات، وتوفير نفقات الانتقال والصيانة والوقود وأيضا تجهيز مكان العمل وتكلفة الإضاءة والتدفئة وخلافه.. بعض الدراسات الأخرى تشير إلى ارتفاع الانتاجية للعمل من المنزل عن العمل التقليدى بالنسبة للسيدات وخاصة من يكون لديهن أطفال فى سن الرعاية.. دراسات أخرى تشير إلى أن العمل عن بعد يقلل التوتر بنسبة لاتقل عن 25% مقارنة بأسلوب العمل التقليدى.

مع وجود بنية تكنولوجية قوية وشبكات سريعة واجراءات تأمين تداول البيانات عليها وايضا اليات لضمان التزام العاملين فان اداء الاعمال لايجب ان يكون مرتبطا بالضرورة بالشكل التقليدى القديم والذى يحتاج الى مكتب وجهاز حاسب وباقى الخدمات التقليدية العادية...يصل الامر احيانا الى ان الشركة يمكن ان تستغنى عن مقرها بالكامل وتتحول الى شركة اومؤسسة رقمية تماما  تدار بواسطة مجموعة من اجهزة الحواسب موجودة لدى الموظفين تمكنهم من الدخول على مجموعة من الخوادم الموجودة على شبكة سحابية Cloud  ويتم اداء الاعمال وتقديم الخدمات للعملاء والربط مع منظومات الدفع الالكترونى ومخازن الشركة وشركات الشحن وخلافه.

وكما يتوقع الخبراء ان محنة فيروس كورونا ستعيد تشكيل العالم فى جوانب كثيرة فانه من المتوقع ان يكون التحول الرقمى حاضرا بقوة فى الكثير من تلك الجوانب.

تغريدة: محنة كورونا العالمية ستعطى جهود التحول الرقمى دفعة واولوية فى كافة خطط التنمية حول العالم .