الجمعة 26 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكتب الرقمية.. فى زمن الكورونا

الكتب الرقمية.. فى زمن الكورونا

لعله من أهم إيجابيات زمن الكورونا التى اجتاحت العالم بغتة، أن لزم الناس بيوتهم، واستعادوا جزءًا من أوقاتهم المهدرة فى معركة الحياة، ومن ثم ظهرت مبادرات محمودة لإتاحة كتب رقمية على شبكة المعلومات الدولية، تيسيرًا على هواة القراءة والثقافة والفكر فى تحميلها على هواتفهم أو أجهزتهم، واستثمار تلك الفترات فى قراءة ما كان يرجئون قراءته لغلو ثمن كتاب ما أو عدم وجود وقت لقراءته. 



وتجاوبًا مع تلك المبادرات المجتمعية، فقد أطلقتُ مؤخرًا إصدارًا رقميًا من كتابى الجديد (دار القضاء العالى.. رمز العدالة وقدسية القضاء) بنشره الكترونيًا (مجانًا)، لدعم جهود الدولة فى مواجهة الأزمة الوبائية الحالية والتى تحول دون الخروج من المنازل، ولذلك حرصتُ على نشر الكتاب فى تلك المرحلة الدقيقة فى حياة الشعوب الإنسانية، وبدون أى مقابل مادى لتيسير الاطلاع عليه بلا أعباء مالية. ويبدأ الكتاب بعبارات مهمة من أقوال فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى حول القضاء المصرى من كلمته احتفالا بعيد القضاة عام 2016، ثم يعرض لتشكيل مجلس القضاء الأعلى للعام القضائي 2019 - 2020 برئاسة قاضى القضاة - القاضى عبد الله عصر رئيس محكمة النقض، وكذلك لسيرة ذاتية لوزير العدل الحالى المستشار عمر مروان كأنموذج مشرف لقاضٍ جليل من دار القضاء العالى.

وكتب تقديم الكتاب المستشار عادل عبد الحميد رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى ووزير العدل الأسبق، وتتابعت كلمات حول دار القضاء العالى من رؤساء كبار لجهات وهيئات قضائية؛ هم المستشار عادل زكى أندراوس رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق، والمستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام الأسبق، والمستشار عبدالوهاب عبد الرازق رئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق والذى كان يعمل بدار القضاء العالى وقت أن مقرها هناك قبل أن تنتقل عام 1998 لمقرها الحالى، والمستشار محمد رضا حسين كامل نائب رئيس محكمة النقض باعتباره عمل به لمدة ثلاثين عامًا متصلة ولا يزال حتى اليوم. ويعد كتاب دار القضاء العالى أول مؤلَّف توثيقى لدار القضاء العالى منذ نشأته عام 1937م، ويتناول تعريفًا لدار القضاء العالى (المبنى والمعنى)، وللصروح القضائية المناظرة له حول العالم فى أمريكا وبريطانيا وفرنسا والسعودية وسلطنة عمان وباكستان، كما يعرض الكتاب لعدد كبير من رؤساء محكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى واستئناف القاهرة والمحكمة الدستورية العليا ونادى القضاة والنواب العموم ونقباء المحامين ووزراء العدل، ويسجل الكتاب جوانب من عظمة هذا الصرح القضائى الكبير، فقد عرض للتنظيم القضائى المصرى، ولأعمال متنوعة من الأحكام القضائية والمرافعات والقرارات الصادرة من منصات دار القضاء العالى سواء من محكمة النقض أو استئناف القاهرة أو المحكمة العليا ثم الدستورية العليا والنيابة العامة، كما أوردتُ فى ملحقى الكتاب أقوال عدد من المفكرين والمثقفين ولتغريدات فى مواقع التواصل الاجتماعى حول دار القضاء العالى، واختُتِم الكتاب بعدد من مقالاتى حول القضاء عبر مسيرته الممتدة من لدن العصور الأولى وحتى الآن.  كذلك تضمن الكتاب كلمات وفاء من المؤلِّف لشيوخ قضاة انتقلوا لرحمة الله هم المستشار فاروق سيف النصر رئيس المحكمة الدستورية العليا ووزير العدل الأسبق، والمستشار على خضر رئيس محكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى الأسبق، والمستشار الدكتور محمد فتحى نجيب رئيس محكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق. 

وبهذه المناسبة فإننى أحيى المساعدات العلمية والتوثيقية من بنك القضايا بالمركز القومى للدراسات القضائية، ومكتبة محكمة النقض ومكتبة محكمة استئناف القاهرة وأكيومن، والشكر والتقدير موصول دومًا للقارئ الكريم الذى لولا دعمه وتوجيهه لما أكتبه من دراسات أو مقالات أو مؤلفات ما كنت لاستمر فى كتاباتي. 

وأقدم هذا العمل البحثى الشخصى للمكتبة العربية، وهو جهد المُقِل، فلا أعدّه كتابًا توثيقيًّا رسميًا لدار القضاء العالي، فهذا عملٌ مؤسسيٌّ لا أقوى عليه، آملًا أن يكون نواة لدراسات وبحوث متعمقة، ترصد وتحلل وتوثق هذا التاريخ الحافل، والحاضر المشرف، والمستقبل المشرق بإذن الله،وسيبقى دار القضاء العالى (المبنى.. والمعنى) بإذن الله تعالى، رمزًا شامخًا للعدالة.. ومنارةً سامقةً لسيادة القانون، وصرحًا راسخًا لقدسية القضاء. 

وبالقانون تحيا مصر

[email protected]