الجمعة 4 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التعايش مع كورونا

التعايش مع كورونا

الإجراءات الاحترازية التى تطبقها الحكومة فى مكافحة تفشى فيروس كورونا نجحت حتى الآن فى الحد من تزايد معدلات أعداد الإصابات، الأرقام التى تعلنها وزارة الصحة يوميا تؤكد أن جهود الدولة فى إدارة الازمة نجحت فى السيطرة على الوباء، والتحكم فى إبطاء انتشاره ومن ثم ترحيله لفترة زمنية أطول ريثما يحل فصل الصيف وترتفع درجة الحرارة نسبيا، ربما يكون لذلك تأثير فى الحد من انتشار هذا الفيروس القاتل،  لكن اللافت والمحزن هى حالة اللامبالاة لدى شريحة واسعة من المواطنين التى فيما يبدورغم ضراوة كورونا لا تعير المحاذير التفاتا فى حالة من التهوين المرضى الذى ينبغى مواجهته بحسم وصرامة لن كل يوم فى ظل حظر التجوال يكبد الاقتصاد المصرى خسائر فادحة، ويعرقل الخطط التنموية التى تنفذها الدولة بنجاح لافت استحقت عليه الإشادة والتقدير من الهيئات والمنظمات الدولية. 



بعد الصدمة جاءت اللطمة، هكذا يقولون، حالة من الاستفاقة تعم دول العالم بعدما تضررت اقتصاداتها، وهو ما حدا بشخصيات وهيئات اقتصادية واجتماعية وسياسية وازنة فى العالم أن ترفع أصواتها بالمطالبة بعودة العمل تدريجيا والسماح للشركات بالعمل بنصف قوتها من أجل حماية الوظائف لأن العمل يشكل أهمية قصوى لصحة الناس، واستقرار المجتمع، وعدم تفشى الجريمة، والحد من البطالة، والحفاظ على معدلات التنمية، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية, إن الجوع أخطر تهديد للصحة العامة فى العالم، وأن نقص الغذاء يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الالتهاب الرئوي، وأن النقص الحاد فى التغذية يؤدى إلى الوفاة، فى الوقت الذى أصدرت منظمة العمل الدولية تقريرا أكدت فيه أن نحو2 مليار من العمال حول العالم فقدوا وظائفهم، للأسف نحن أمام خيارين كلاهما مر إما الموت جوعًا وهومؤكد، أوالموت بكورونا وهومحتمل.

الاستراتيجيات القصيرة المدى التى اتبعتها دول العالم تنوعت بين تخفيض الأعداد والتوزيع الزمني، وحظر التجول الجزئى والكلى حققت نتائج متباينة ومتفاوتة ولا نستطيع الجزم بأنها حققت النتائج المرجوة حتى الآن على الأقل، لكن المؤكد انها تسببت فى أن يخسر الملايين حول العالم وظائفهم وهذا سوف يؤدى حتما إلى الاكتفاء بأساسيات البقاء من المنتجات الغذائية الأرخص سعرًا والاقل جودة وفائدة، أى الاعتماد على مأكولات ملء البطن فقط، وهوما يؤدى الى أمراض سوء التغذية وضعف الجهاز المناعى وهوما يعرض الانسان للإصابة بفيروس كورونا، (وكأنك يا أبوزيد ما غزيت).

 الدولة المصرية أدارت الازمة بنجاح ولا يستطيع أحد أن ينكر أنها بكل مستوياتها طبقت كل الإجراءات التى اعتمدتها منظمة الصحة العالمية، وجندت كل طاقاتها وأدواتها للتوعية تارة والتوجيه والتحذير من خطورة الجائحة تارة أخرى لكنها بكل أسف ووجهت بقطاع لا يعبأ بالتحذيرات، ويستهين بالإجراءات التى تكلفه حياته، وتكبد الدولة اقتصاداتها، لذلك انا مع الاتجاه الذى ينادى بالعودة إلى دواليب العمل مع تطبيق حزمة من الإجراءات الاحترازية الصارمة تطبقها الشركات والمصانع والإدارات الحكومية على موظفيها والتى تحمل المواطن مسئولية وقاية نفسه من فيروس كورونا، فليس من العدل أوالمنطق أن بتحمل المجتمع بكامله نتيجة استهتار من يتعاملون مع كورونا كأنها قطط أليفة أو دودة القز.