كتاب ورغيف

فى الدورة الـ47 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب والتى انعقدت فى الفترة من 27 يناير الى 10 فبراير 2016 انطلقت مبادرة متميزة بعنوان «كتاب ورغيف» بالتعاون بين وزارة التموين والتجارة الداخلية ووزارة الثقافة.. المبادرة ببساطة تمكن حاملى بطاقات التموين من الحصول على تخفيض قدره 90% على مجموعة كبيرة من الكتب والمطبوعات.

شراكة جيدة بين الحكومة والقطاع الخاص لتحقيق فائدة مجتمعية حقيقية خاصة مع ارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج وتراجع الإقبال على القراءة أمام الطوفان الرقمى.. لم ولن تندثر هواية القراءة ولن تخبو متعتها ولكن نحتاج دائما الى التأكد من استمرار اشتعال جذوتها...المبادرة حققت مبيعات تجاوزت الـ80 ألف جنيه خلال أيام المعرض.. تم تحصيل 8 آلاف جنيه فقط-10%- وذلك لحوالى 3 آلاف مستفيد..ربما لاتكون الأرقام كبيرة ولكن المبادرة تستحق الاستمرار وتستحق تسليط الضوء والتشجيع...كما نتحدث دوما عن الاهتمام برأس المال البشرى وبناء الإنسان المصرى.. جزء مرتبط بالصحة وجزء مرتبط بالتعليم.. الجزء المرتبط بالثقافة يراه البعض منفصلا ويراه البعض اولوية متأخرة بينما يراه البعض الآخر أمرًا حيويًا ربما يأتى كأولوية أولى خاصة فى ظل موجات الأخبار الزائفة والشائعات والمعلومات المغلوطة وغير المفيدة بل والمدمرة فى أحيان كثيرة.

كنت أتمنى أن اكتب مقالا مستقلا بعيدا عن موضوع كورونا ولكنها تقفز الى السطح والى بؤرة الشعور دوما.. مابعد كورونا عصر جديد...عصر أكثر وعيا وأكثر اهتماما بالمعلومات والاحصائيات والثقافة والتواصل الرقمى وفيه ستتغير مفاهيم العمل والتعلم والعلاج والخدمات المختلفة ومنها بالضرورة كيفية إيصال المنتج الثقافى الى أكبر عدد ممكن من الجمهور باقل تكلفة وأكثر جاذبية من الأساليب التقليدية المعتادة التى لن تندثر بل ربما تتوارى أو تتقدمها اساليب اخرى اكثر ارتباطا بالعصر القادم...عصر الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات العملاقة والذى لن تكون فيه الكتب الورقية متصدرة المشهد مثلما كان الامر منذ عشرات السنين بل ستطغى انماطا واشكالا اخرى جنبا الى جنب مع الاساليب القديمة فلا يمكن أن ننكر بهجة الامساك بالكتاب وتقليب صفحاته واستنشاق رائحة الحبر.

وبالرغم من حالة الترقب التى يمر بها العالم كله إلا أن المستقبل حتما سيكون إلى الافضل فى مجالات كثيرة منها مجال الثقافة والمعرفة.

تغريدة: الكتاب قبل الخبز احيانا