الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التمسح بالدِّين من أجل أعداء الدين

التمسح بالدِّين من أجل أعداء الدين

حينما فكر تيودور هرتزل فى إنشاء وطن قومى لليهود باسم إسرائيل لم يكن يريدها دولة دينية، بل كان يريدها دولة علمانية .فقد كان الرجل ملحدا لا يؤمن بالله وما كان يتخذ من الدين إلا غطاء ومظلة لفكر استعمارى صرف لنهب الأرض تحت ستار دينى ولا يختلف ما صنعه عسكر إسرائيل قديما عما تصنعه الآن جماعات الإرهاب التى تسمى نفسها بالجماعات الإسلامية فتقتل وتفجر وتنسف وتدمر باسم الإسلام والإسلام منهم براء. فهم مايستعملون الدين الا كذبا وزورا ولم يحدث أن وجدت الشرطة فى هذه الأوكار التى تدعيًا أنها إسلامية مصحفا أو كتاب تفسير أو حديث وإنما الأحراز التى يعثر عليها هى دائما رشاشات وقنابل ومنشورات حقد وتحريض من أولها إلى آخرها وهى كلها عصابات مافيا مأجورة من جهات أجنبية معادية لنا تخطط لهدمنا ووضع أيديهم على أراضى المنطقة وكنوزها وثرواتها وبترولها ولهذا لا تجد هذه الدول عضاضة فى أن تمول وتساند وتؤوى وتشجع هذه الجماعات الإرهابية . ولا أقول بأن ماحدث هو مؤامرة بل هو أخطر من ذلك ،فهناك ميثاق غير مكتوب بين دول راغبى تدمير الشرق الأوسط على اختلاف الأسباب لضربها وتجويعها واستمرارها فى جهالة من أمرها بسبب مزاعم كاذبة روجت لها الصهيونية بأن الصراع المقبل صراع حضارات سوف يقوده الإسلاميون ،وهى إكذوبة فاجرة فالإسلاميون الذين يتحركون على الساحة ليسوا إسلاميين ولا ينتمون للإسلام بصلة بل هم عملاء مأجورون وإرهابيون محترفين ومافيا تعمل بالدولار وتؤويها وتستضيفها نفس الدول التى تتهم الإسلام ظلما وبهتانا.



وما يجرى ماهو الا حفلة تنكرية دموية يضع فيها الممثلون على وجوههم أقنعة كاذبة ويستعملون شعارات دينية زائفة والهدف النهائى هو اتهام الدول الإسلامية الفقيرة وافتعال الأزمات فيها وحصارها لافقارها أكثر وأكثر حتى إن مدت أيديها للمعونة اعانوها بالمزيد من الجواسيس فى إعلامهم بعديمى الإنسانية والدين يخفون خناجر تحت ثيابهم ليستخدموها فى غدرهم وتخريبهم بمنتهى التعصب والرجعية والجهل واغرقوها فى المزيد من المشاكل. أما الارهاب فوراءة جيوش مخابرات ومراكز تجنيد عملاء وساحات تدريب متطور وترسانات أسلحة وأموال وميزانيات سخية بملايين الدولارات وتخطيط وحرب خفية يقودها شياطين يمكرون لإلباس الحق بالباطل ،وشعوبنا فى غيبوبة عن كل ما يكاد لها والحكومات الإسلامية مشغولة بما لديها من أعبائها وبتنمية مجتمعاتها وبجمع أشتاتها ولملمة عقدها المنفرط.

ولكن بفضل الله تعالى علينا أنه كما قال سبحانه وتعالى (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله يحب المفسدين ).