دلالة الأسماء

أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية اسم «درع الصحراء» على المرحلة الأولى من حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت ثم أطلقت اسم «عاصفة الصحراء» على الفترة من 17 يناير الى 28 فبراير 1991 وهى الحرب التى شاركت فيها 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة…

فى نفس الوقت أطلق الجانب العراقى على تلك المرحلة من الحرب لقب «ام المعارك»....اطلاق مسميات على الحروب أو على بعض المعارك هو أمر معتاد وقديم أيضًا....ربما يكون اسم الحرب مرتبط بالموقع الجغرافى الذى تمت فيه الحرب....على سبيل المثال غزوة بدر مرتبطة ببئر بدر الذى دار حوله الصراع....فى أوقات أخرى يكون اسم الحرب مرتبط بصفة او موقف معين حدث أثناء تلك الحرب مثل معركة ذات السلاسل بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وجيش الفرس بقيادة هرمز الذى قام بربط جنوده بسلاسل حتى لا يفروا من المعركة.

أحيانا نعطى الأشياء أسماء للتخفيف او لتغيير وقعها فى النفس او لمحاولة إخفاء دلالة معينة مثل ان يتم تسمية الخمر بالمشروبات الروحية ومع سذاجة تلك الفكرة إلا أنها للأسف تحقق نتائج كبيرة. أما بالنسبة لأسماء البشر فإن الأمر مهم وقد حث الإسلام على حسن اختيار أسماء الأبناء فهو أحد حقوقهم لدى الآباء فالأسماء الغريبة او المستهجنة تحيل حياة حاملها الى جحيم وربما تغير مسارات حياته تماما....الأمر نفسه نراه يوميا فى موضة الاسماء فتجد فترة زمنية يكون أسماء مثل «شريف...تامر...سيف...يوسف» هى الأسماء المتداولة وفى فترات أخرى نرى الاهتمام اكثر بأسماء مثل «عبد الرحمن...عبد الله...الخ»....احترم كثيرًا من يسمى أبناءه باسم شخص اثر فى حياته او يراه مثلا أعلى....الثلاثة الشهيرة المتكررة ان يسمى الحفيد على اسم جده....احيانا يتم تسمية الابن باسم ابيه وفى الغالب يكون لذلك قصة كأن يكون الاب قد توفى قبل ميلاد ابنه مثلاً.

الامر نفسه يحدث فى أسماء الأمراض الأمر الذى يدفع البعض الى عدم ذكر اسم المرض كنوع من التشاؤم أو الخوف من استدعائه كان يسمى مرض السرطان بـ«المرض البطال» أو «المرض الوحش».... اخيرًا ومع فيروس كورونا الحالى نجد ان تلقى البعض للمرض كان سيختلف كثيرا لو كان الاسم مرعبا وخاصة ان اسم «كورونا» يحمل لدى الكثير منا ذكريات الطفولة الجميلة مع قطع الشكولاتة الشهية.

تغريدة: انَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيامَةِ بأسْمائكُمْ وأسماءِ آبائِكُمْ فأحْسِنُوا أسْماءَكُمْ....حديث شريف