الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رفض أزهرى للإفطار على مقالب رامز جلال

حالة من الرفض داخل أروقة الأزهر ضد برنامج المقالب لرمز جلال، والتفاف الناس للافطار على مشاهدته، حيث اعتبره علماء الأزهر نوعا من التعذيب للضيوف لا يتفق مع تعاليم الدين، ولا يناسب ما يجب ان يتم نقله من معانى وقيم الرحمة خلال شهرمضان الكريم.



وقد اكد علماء الأزهر انه لابد من التوقف عن تقديم مثل هذه البرامج التى تمثل نوعا من انواع العنف والتعذيب الجسدى والنفسى وان يتم الالتفات إلى انتاج فن هادف يبث للمجتمع قيما ترقى به وتعود به إلى سالف عهده من التماسك والبعد عن العنف.

بداية يؤكد شيخ الأزهر د. أحمد الطيب على رفض الأعمال التى تُفْسِدُ الأخلاق، ودعم كلِّ عملٍ فنيٍّ هادفٍ، وصاحبِ رسالة، ويُسْهِم فى رفع وَعْى الشباب بقضايا وطنهم ومجتمعاتهم، مطالبا كل صُنَّاع الدراما إلى أن يحذوا هذا الحَذْو، وأن يستثمروا نجاح الأعمال الجادَّة التى أثبتت أن الجمهور يُقْبِل على الفن الهادف ويتأثَّر به حال توافره.

وشدد أن الأزهر يُشجِّع، ويساند، بل يدعم الفنَّ الهادف، الذى يحمل رسالةً يريد من خلالها الارتقاءَ بالمجتمع، وتغيير الواقع السيئ إلى واقعٍ أفضل، موضحًا أن الفن إذا فَقَدَ رسالته يصبح فنًا مبتذلًا وضارًا ومدمِّرًا، مشددًا على أن الفن المبتذل يؤثِّر على سلوك الشباب وأخلاقهم بطريقة سلبية بنسبة كبيرة جدًا.

وطالب شيخ الأزهر بضرورة أن يعود الفنُّ لرسالته الهادفة فهذا يَنْبُعُ من إدراك أهميَّة هذه الرِّسالة، ومدى تأثيرها فى المجتمع، وقد أثبتت بعض الأعمال الفنية التى تُعْرَضُ مؤخرًا أنه يمكن أن تكون الرسالةُ قويَّةً؛ فتَعْرِض للشباب جزءاً من تاريخهم وحاضرهم، وتُقدِّم لهم نماذج القدوة الصَّالحة من أبطال هذا الوطن ورموزه الحقيقيين، وشهدائه الذين ضحّوا من أجله، متمنيًا أن يكون هناك المزيد من الأعمال التى تُنمِّى الوعى، وتُعزِّز القيم الاجتماعية، وتتحدَّث عن الأخلاق والسلوك، وتتناول الواقع الاجتماعى وجوانبه الإيجابية، مثل الرسالة العظيمة التى يقوم بها الأطباء وطواقم الصحة والإغاثة عمومًا، وفى وقت تفشِّى الأوبئة على وجه الخصوص.

من جانبه أكد  د عبد المنعم فؤاد المشرف العام على أروقة الأزهر قائلا :«  عجيب ان يكون افطارنا  كل يوم فى زمن الكورونا على حلقات رامز جلال الذى يفخر  بكونه( مجنون رسمى ) بدلا من ان نفطر على دعاء المولى أن يرفع عن الأمة هذه الغمة  ، وان نتهيأ عقب الافطار لصلاة القيام مع الاولاد،وتلاوة القرآن، و يسمع بعضنا لبعض اجمل القصص، والحكم، والامثال  وان نتغنى برموز امتنا واوطاننا  لأولادنا،ونزرع فيهم الامل بمستقبل واعد،ووطن كريم فهذه مهمتنا الآن مع اسرنا حتى لا يصادقنا اليأس، والقنوط، فاليأس ليس من خصال الصائمين المتقين.

أضاف ان برامج المقالب التى يتم فيها الاستهتار بالضيوف والتعدى على حريتهم الشخصية،ويسلب إرادتهم ( سواء أكانوا من العارفين بذلك أم من الغافلين )، ويتبع ذلك بضحكات هستيرية أمام الجميع دون مراعاة لمشاعر الضيوف، أو المشاهدين: لا يعبر عن الفن الأصيل الذى يبنى النفوس، ويقوى الهمم، ويأخذ الجميع إلى ثقافة الاحترام،والتوقير بل يرمز بجلاء لحقيقة الحالة اللاطيبة التى تردى إليها الوضع الاجتماعى العام فى العالم، والذى بسببه ابتلى الناس بالكرونا (لعلهم يرجعون) لربهم، وترابطهم الاسرى، والاجتماعى المستقيم 

واوضح د. فؤاد انه من العجيب أنه لا حياة لمن تنادى لدى  الغافلين الذين يحسبون باستهتارهم انهم يحسنون صنعا « مؤكدا ان الشاشة الرمضانية التى تحتل بيوتنا ليست مكانا لهذا لعمل العبثى الذى يستخف بالعقول.

واستطرد قائلا: «إننى اخشى ما اخشاه ان يتخذ بعض الشباب «رامز»  وما يفعله من استهتار:  قدوة، وأسوة حسنة،  ويكون وسيلة جديدة من وسائل العنف التى ظهرت فى المجتمع باسم الفن الدخيل،  ومنها يعانى الجميع... فلم نكد نفق من جرائم مسلسلات  سابقة سيقت فى رمضان سابق، وما سبقه ايضا،حتى يظهر لنا مثل هذه البرامج فى هذا الشهر الكريم الذى تبكى فيه المآذن،  وتحن لروادها المساجد،   والمدارس والجامعات،  ويشتاق العاملون لفتح المتاجر، والمصانع، والشركات،  والذى ندعو الله جميعا ان يفرج فيه الكروب عن البلاد، والعباد، وان يعيد الينا أمننا الصحي،  وللعالم اجمع .

وترى د. سعاد صالح استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ان الضحك على الغيروالسخرية منه حرام شرعاً فيقول تعالى :«يا أَيها الَذين آمنُوا لا يسخر قَوم من قَومٍ عسى أَن يكُونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يكن خيراً منهن». 

وأضافت أن الحكم باق على حرمته حتى لو وافق الضيف على ذلك، موضحة أنه يوافق بدافع الحرج والحياء بسبب الموقف الذى تعرض له، و طالبت صالح بمنع تلك البرامج التى تنتهك حقوق الناس وتعرضهم للحرج والخوف والفزع.