السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 «مجالس إدارات شبابية» للدواوين الحكومية

«مجالس إدارات شبابية» للدواوين الحكومية

لم يكن ليلتفت إلى كلامنا أحد قبل 5 أعوام، ولو حتى كنا نصف حلمًا يراودنا آنذاك، إذا قلنا إننا نريد أن نرى فى المحروسة وزيرًا أو محافظًا من الشباب دون سن الـ45، بيد أن حركة المحافظين الأخيرة جاءت لتؤكد أن حلمنا أمسى حقيقة، فقد استحوذ الشباب على اثنين من مقاعد المحافظين الجدد، وثلاثة وعشرين من مقاعد نواب المحافظين.. وبكل إصرار، تعقد القيادة السياسية العزم على مواصلة الطريق لتمكين الشباب، ولضح دماء جديدة، لم تلوثها البيروقراطية أو يجمّدها الروتين، لتولى المناصب القيادية. 



 

بداية من «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة» الذى عمل بدأب على إنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات، قادرة على تولى المسئولية، ممن لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين، وصولاً إلى الكيان الأشمل «الأكاديمية الوطنية للتدريب» التى تهدف إلى توفير التعليم التحويلى والحلول المبتكرة متعددة التخصصات، وفقاً للمناهج والمعايير العالمية، لتنمية قادة مؤثرين، ثمة توجه – لا رجعة عنه – نحو إسناد القيادة للكفاءات الشابة، ممن يملكون مقومات العطاء، ويتمتعون بالقدرة على التعاطى مع المتغيرات التقنية. 

 

ويُحسب للقائمين على «أكاديمية تأهيل وتدريب الشباب» الانتباه مبكرًا إلى أهمية الخبرة التخصصية المتراكمة لدى الشباب، ممن تتراوح أعمارهم بين الـ30 -45 والمخاطَبين بأحكام قانون الخدمة المدنية، حيث خصصوا لهم برنامج «تأهيل التنفيذيين للقيادة» الذى يتقدم له - بصفة فردية - من تنطبق عليه الاشتراطات، ويتم اختيار من ينجح فى اجتياز الاختبارات التأهيلية، لإتمام الدراسة على مدى عدة أشهر. لكنه، وللأسف الشديد، يعود بعدها وحيداً إلى هيئته أو وزارته ليجابه - منفردًا - كل مظاهر البيروقراطية المعتادة. وحتى لو أصبح قائدًا لمنظومة العمل، فهو فى حاجة ماسة لمجموعة عمل معاونة تكون قد تلقت التدريب نفسه. 

 

 وحيث إننا فى عصر تحقيق الأحلام، اسمحوا لى أن أكشف النقاب عن تطلع كثير من الشباب الواعد داخل الجهاز الادارى للدولة إلى أن تتبنى «الأكاديمة الوطنية للتدريب» تصميم وتنفيذ برنامج خاص لإعداد مجالس إدرات شبابية متكاملة للدواوين الحكومية، تكون مهمتها التعاون مع القيادات الحالية. الفكرة ببساطة تتمثل فى قيام المسئولين داخل كل وزارة أو هيئة بترشيح أفضل العناصر الشبابية من المستوى الوظيفى الأول والثانى فى كل مجموعات الوظائف التخصصية - وليكن مثلاً مرشحين اثنين عن كل إدراة مركزية - يختار المتخصصون داخل «أكاديمية الشباب» من بينهم من يجتاز الاشتراطات التأهيلية، ليخوضوا غمار البرنامج المعد لهم سلفًا. 

 

وفى نهاية البرنامج نكون قد نجحنا فى تشكيل «مجلس إدارة شامل» – يدعم بعضه بعضًا -  لكل ديوان حكومى على مستوى الدولة، من قيادات الصف الثاني/الثالث، يتألف من مجموعة منتقاة من الشباب الواعد، بعد تسليحه بأحدث نظم التدريب والمعرفة، والقادر على تطبيق رؤية مصر 2030 بكل كفاءة واقتدار. 

 

فى النهاية، وفى ضوء الاستعداد للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، تحتاج كل جهة حكومية إلى فريق من الشباب - وليس فرداً أو اثنين ممن تلقوا البرامج التدريبية – فريق يكون صاحب باع طويل فى مجال عمله، وملمًا بتفاصيل دولابه. كما يتطلع العاملون داخل الجهات الحكومية إلى  تطبيق الرؤى الحديثة لهذا الفريق، وتوظيف حلوله المبتكرة، وتفعيل مناهجه العلمية.. ويأمل الجميع فى أن نبدأ - من الآن - فى تجهيز هذه الفرق المتكاملة ليتسلموا رايات القيادة، بأحدث الأساليب والتقنيات، داخل جهات عملهم الحالية.