السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السلفيون سياسيا مابين يناير وحكم الإخوان

السلفيون سياسيا مابين يناير وحكم الإخوان

■ بالتأكيد هناك قطاع سلفى داخل الإخوان.. نعم هناك أرضية فكرية متشابهة، ولكن هذا لا يجب ان يجعلنا نتجاهل خصوصية السلفية ودورها، فقد سمح نظام مبارك منذ ٢٠٠٦ بإنشاء محطات فضائية سلفية وكان السلفيون بعيدين عن السياسة تماما، ولذلك كانوا يرون فى أحداث ٢٥ يناير مصالح محدودة ومفاسد أهمها الشعارات الباطلة ووجود المنكرات وارتفاع احتمال سفك الدماء.. وهذا ما ظهر فى بيانهم الذين وزعوه فى اليوم نفسه.



■ فنجد مواقف ملتبسة للسلفيين من أحداث يناير،أهمها من الداعية محمد حسان الذى عارضها ولما نجحت عاد وأيدها،ثم المواقف المتتابعة للدعوة السلفية بالإسكندرية والتى عبرت عن رفضها عبر فتوى ياسر برهامى - أحد رموز هذه المدرسة حول حكم المشاركة فى التظاهرات حيث قال فى فيديو له على تطبيق اليوتيوب نرى عدم المشاركة فى تظاهرات ٢٥ يناير، كما رأينا الشيخ محمود المصرى - أبرز المعارضين للتظاهرات الذى حاول مخاطبة جموع المتظاهرين فى ميدان التحرير ومحاولا حثهم على العودة الى ديارهم وترك الاعتصام ولكنة تم طرده من الميدان، والشيخ مصطفى العدوى الذى تحدث بدورة فى مداخلة للتليفزيون المصرى رافضا ما يحدث مشددا على حرمة الدماء والتقاتل بين المسلمين، والشيخ محمد حسين يعقوب الذى رفض الثورة ووصفها بالفتن المتلاطمة.

■ وكذلك البيان الثانى الذى أصدرة السلفيون يوم ٢٩ يناير وهو (‏لا يخفى على أحد ما حدث بعدما حدث بعد تظاهرات الأمس من تخريب للممتلكات العامة والخاصة وعمليات سلب ونهب تعرض المجتمع كله لأعظم المخاطر.. وأى مكاسب تحسب للأمة من تدمير وحرق المبانى العامة والوثائق والمستندات!!).

■ ثم ‏أصدرت الدعوة السلفية بيانا حول انسحاب جهاز الشرطة يوم 30 يناير وجاء البيان الثالث للدعوة السلفية حول معالجة الموقف الراهن يوم 31 يناير الذى ناشد جموع المسلمين فى مصر بقولة (أيها المسلمون نناشدكم بالله تعالى أن تحفظوا مصر قلب العالم الإسلامى وأن تحموها ممن يريدون تخريبها وترويعها)، وقد تضمن البيان عددا من النقاط تتعلق بحرمة الدماء والأعراض. 

■ ‏ثم جاء بيان يوم 1 فبراير ليعبر عن رؤية الدعوة السلفية الرافضة للثورة بقوله (إن تغيير الوضع السابق على الأحداث ضرورة حتمية، فلا يمكن الاستمرار فى دفع البلاد إلى مزيد من الفوضى).. (موقع صوت السلف).

■ ‏وبالطبع كان موقف جماعة انصار السنة والجمعية الشرعية وكذلك التيار المدخلى حيث حرموا  التظاهرات والمسيرات والخروج على الحاكم على لسان الشيخ أسامة القوصى الذى دعا الى الوقوف بقوة أمام المتظاهرين والسمع والطاعة على السلطة الحاكمة فى خطبة الجمعة فى مسجده بمنطقة عين شمس. 

■ ‏وفجأة تغير موقف السلفيين بعد تغيير النظام وظهر ذلك فى البيان الذى أصدرته الدعوة السلفية بالإسكندرية (هل تريد أن تفقد مصر هويتها الإسلامية ؟.. كن إيجابيا وشارك معنا)، والذى وزع  فى مؤتمر حاشد بالإسكندرية يوم 8 فبراير حضره ما يقرب من 100,000 شخص كما تم عقد مؤتمر آخر بالقاهرة يوم الإثنين 14 فبراير فى الاتجاه نفسه تحدث فية الشيخ سعيد عبد العظيم.

■ ‏والمؤتمر الذى أقامة السلفيون فى مسجد عمر بن العاص يوم 1 أبريل، حيث دعا القادة والمشايخ محمد اسماعيل وعبدالمنعم الشحات وسعيد عبد العظيم للعودة إلى الشريعة الإسلامية، وطالبوا المجلس العسكرى بتفعيل حدود الشريعة،ولم يفوت عبد المنعم الشحات - المتحدث الإعلامى باسم المدرسة السلفية بالإسكندرية الحوار الوطنى فقال (لا يمكن لهذا الحوار أن يقر دستورا ولا حتى أن يقدم مشروع دستور للهيئة التأسيسية التى نصت عليها التعديلات الدستورية التى قال لها الشعب نعم.. فهل ندرك مصر قبل فوات الأوان)؟! 

■ وجنحت ‏التيارات السلفية فى مجملها إلى إعادة رسم خرائط سلوكياتها و سياستها بل وتنظيراتها على قاعدة العمل السياسى،ومن هنا كمنت الخطورة وهى عدم ممارستها الفعلية للسياسة من قبل مع عدم وجود الوعى الكافى لها، وعدم وجود أطر تنظيمها داخلية لهذه الجماعات، مما أدى الى مزيد من التصرفات الفردية الكثيرة من أتباعها.

■ كانت مشكلة المشكلات للسلفيين انهم أبعدوا أنفسهم عن السياسة فترات طويلة، فوجدوا أنفسهم محتاجين للإخوان المسلمين وقواهم السياسية، ووجد ‏الإخوان أنفسهم فى احتياج للسلفيين ذوى الحركة الاجتماعية الواسعة النفوذ التى لا يمكن تجاهل ثقلها الشعبي، وكان واضحا بشكل كبير وقوفهما معا فى أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

■ ‏ودخلت مصر الزمن السلفى وصار السلفيون الدينامية الفاعلة التى تمددت فى فضاء ميدان التحرير، وكانت نهاية هذا التمدد هو إنشاء أول حزب للسلفيين اطلق عليه(حزب النور) وصار لهم المشروعية فى الانخراط فى العمل الحزبى وتأصلت لديهم فكرة المشاركة السياسية سواء البرلمانية أو الرئاسية.

■ وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية فى المقال المقبل لشرح دهاليز الخلاف بين السلفيين وجماعة الاخوان الإرهابية ومكتب الإرشاد والمعزول مرسى لنتعرف معا عما تحتويه جوبعة الإخوان من خبايا وأسرار.