ابن سيده

أبوالحسن على بن إسماعيل والمعروف بابن سِيدَه المُرسيّ (398هـ/1007م - 26 ربيع الآخر 458هـ/25 مارس 1066م) لغوى أندلسى، وهو صاحب كتاب «المحكم والمحيط الأعظم» وهو من المعاجم الجامعة فى اللغة العربية. ولد أبوالحسن على بن إسماعيل وقيل على بن أحمد المعروف بابن سيده فى مرسية ضريرًا كأبيه. تعلم ابن سيده علوم اللغة على يد أبيه، ثم على أبى العلاء صاعد البغدادى وأبى عمر الطلمنكى وغيرهم.

.كانت مدينة مرسية التى تقع فى شرقى الأندلس تموج بحركة علمية زاهرة، وتنتشر فيها حلقات العلم التى يتصدرها أئمة أعلام، ويقصدها طلاب العلم ومحبو الثقافة والمعرفة، وكانت تنثر فى تلك الحلقات مسائل الفقه وقضايا اللغة والأدب، أو تختص بإقراء القرآن ورواية الحديث.كانت الفترة التى عايشها ابن سيده فترة قلق وصراع على السلطة بعد وفاة المنصور بن أبى العامر، وانتهاء دولة الأمويين فى الأندلس سنة 428هـ، وأسفر الصراع عن ظهور دول الطوائف واستقلال كل إمارة بأمير يتولى أمرها، وكان من نصيب مدينة دانية فى شرقى الأندلس أن استقل بحكمها مجاهد بن عبدالله العامرى، وكان من أصحاب الهمة العالية، محبا للعلم وأهله؛ فقصده العلماء والفقهاء يلقون فى كنفه كل رعاية وتقدير، فقصده ابن سيده.

برع ابن سيده فى علوم اللغة العربية، وانتظم فى بلاط مجاهد العامرى. وانقطع له، وألف له أعظم كتبه: المخصص والمحكم. ألّف ابن سيده الكثير من التصانيف والكتب فى علوم اللغة، واشتغل بنظم الشعر مدة. ومن تصانيفه وكتبه «المخصص» و«المحكم والمحيط الأعظم» و«الأنيق» وهو فى شرح ديوان الحماسة لأبى تمام و«شرح إصلاح المنطق» و«شرح ما أشكل من شعر المتنبى» و«العلام فى اللغة على الأجناس» و«العالم والمتعلم» و«الوافى فى علم أحكام القوافى» و«العويص فى شرح إصلاح المنطق» و«شرح كتاب الأخفش» و«السماء والعالم» و«العالم فى اللغة» و«شواذ اللغة»

قال الحميدى عن ابن سيده: «إمام فى اللغة والعربية، حافظ لهما على أنه كان ضريرًا، قد جمع فى ذلك جموعًا، وله مع ذلك فى الشعر حظ وتصرف». وقال عنه ابن قاضى شهبة: «ومن وقف على خطبة كتاب المُحْكَم علم أنه من أرباب العلوم العقلية، وكتب خطبة كتاب فى اللغة إنما تصلح أن تكون خطبة لكتاب الشفاء لابن سينا.

وبعد حياة علمية حافلة تُوفى ابن سِيدَه فى «دانية» عشية يوم الأحد الموافق (26 ربيع الآخر 408هـ/27 مارس 1065م)، وعمره ستون سنة.