الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الاتصالات بين الإخوان المسلمين والشيوعيين لإسقاط حكم عبدالناصر

الاتصالات بين الإخوان المسلمين والشيوعيين لإسقاط حكم عبدالناصر

كعادة الإخوان التحالف مع الشيطان ذاته طالما لهم فى ذلك مصلحتهم، فلا فرق بين مبدأ ولا مذهب ولا دين ولا وطن للتحالف، طالما يصب فى مصلحة الجماعة ودناثتها وتلصصها وخيانتها، فقاموا بالاتصال وهم أقصى اليمين مع الشيوعيين أقصى اليسار لتنسيق التعاون بينهما فى إسقاط نظام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.



 

فكان أول إتصال تم فى عام ١٩٥٣، حين أخذ التنظيم الشيوعى حدته فيما عرف (الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى) فى إنشاء جبهة وطنية ديمقراطية على مستوى الطلبة لمحاربة الجيش. وجرى الاتصال بالإخوان المسلمين عن طريق عبدالحفيظ الصيفى الذى كان يحمل اتجاهات تقدميه، وقد رحب الإخوان الدخول فى الجبهة بشرط ألا يقومون بإصدار بيان رسمي بانضمامهم وإكتفوا بأن يقوم مندوبو الجبهة بالاتصال بشباب الإخوان المسلمين من الطلبة وجرى التنسيق بالفعل بين الجبهة وشبابهم وكان من ضمن البارزين للاتصال من شباب الجماعة زكى مراد فتحى البوز - عضو الجهاز السرى.

 

وقد أعلن الهضيبى فى تصريح له عن موقفه من الشيوعيين قائلا (الشيوعية لا تقاوم بالعنف والقوانين، والإسلام كفيل بضمان وسلامة الطرق التى تسلكها البلاد)، ونظرا للتصادم المحتوم فى العلاقة بين الإخوان والثورة، أدى ذلك للتحالف بين الإخوان والشيوعيين.

 

ففى ١٩ يونيو١٩٥٤ أعلنت جريدة (رايه الشعب) -لسان حال الحزب الشيوعى المصرى: أن المقاومة ضد الثورة تقودها قوتان رئيسيتان هما الحزب الشيوعى وجماعة الإخوان المسلمين،ووجوب بذل الجهد المشترك من أجل إسقاط حكومة عبدالناصر 

 

وفى نفس التوقيت عقد الطلبة الإخوان والشيوعيون مؤتمرًا عامًا فى الحرم الجامعى برئاسة الطالب الإخوانى محمد على نصيرى - أحد أعضاء الجهاز السرى.. وفى ١٦ يوليو١٩٥٤ جرى أول اتصال بين مندوب عن الحزب الشيوعى وسيد قطب، وكان يرمز إليه فى هذه الاتصالات بحر فى س.ق، ودار النقاش حول الأهداف المشتركة للجماعتين، وقد اتفقا على أن ارتباط البلاد بمعاهدة أحلاف مع الأعداء وإسقاط الحكومة يمثلان هدفا مشتركا للجماعتين.

 

وقد جرى اتصال آخر بتاريخ ٢٠ اغسطس ١٩٥٤ بين فؤاد مرسى - رئيس الحزب الشيوعى وسيد قطب لدراسه الأعمال التمهيدية اللازمة لتجميع القوى، وتناول الحديث سلاح المنشورات، وقد أوضح سيد قطب أن الجماعة أصدرت عشرة آلاف منشور، ولكن مرسى:أن سلاح المنشورات لا يكفى ولكن يجب أن تقوم الجماعتين لتنظيم تظاهرات كعمل مشترك لتشجيع الجماهير على التجمع.

 

وقد وافق سيد قطب على هذه الفكرة بالاشتراك فى المظاهرات بشرط ألا تستعمل هتافات الإخوان المعروفة وهى:الله أكبر... ولله الحمد.

 

ولكن رأى كبار المسئولين فى الجماعة الإخوانية الارهابية أن الاشتراك فى المظاهرات سيعرض الإخوان للخطر ولحل الجماعة، واستقر الحال على توزيع منشورات وقام الأمن بالفعل بالقبض على اثنين من الإخوان كانا يوزعان منشورات الحزب الشيوعى المصرى وتم محاكمتهما أمام العسكرية العليا. 

 

...أما نحن إذا نظرنا إلى الإخوان منذ أول تاريخهم واحد ومنهاج الحماقة والخبث والدناثة واحد.... فهم كمثل الحمير يحملون أسفارا منذ النشأة حتى الآن.