الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بيترو أنجونى رسام الوجوه الملكية فى القرن العشرين

بيترو أنجونى رسام الوجوه الملكية فى القرن العشرين

قد يعتقد البعض أن القرن العشرين كان مرتعًا خالصا للمدارس التشكيلية الجديدة والتجريبية والتى قد نعتقد أن 60% منها لم تترك تأثيرا وقتيا يذكر بعد أن مر عليها بضع سنوات من تكوينها لكن هذه الفرضية ليست صحيحه لأن هناك فنانين فى القرن العشرين – وهم كثيرون – تمسكوا بتقاليد المدارس العريقة مثل مدارس الرينيسانس والباروك على سبيل المثال ولن يكون صعبا علينا اكتشاف العديد من الفنانين فى عصرنا يمكن أن يطلق عليهم ريناسنيين أو باروكيين بالمفهوم الحقيقى للكلمة .



وفناننا اليوم هو من هذه النوعية التى كانت تعيش داخل عصر النهضه لكن ليس بالمفهوم الأصم الذى يجعلنا ان نعتقد أنها كان مقلدا فقط وموستوحيا فحسب لكنه كان مطورا بعمق ومن هنا نستطيع أن نطلق عليه فنان الرينيسانس الجديد إذا جاز التعبير فناننا اليوم هو الفنان الإيطالى الكبير بيترو انجونى والذى وصلت شهرته وحرفيته لدرجة أن الملكة إليزابيث الثانية حينما أطلقت مقولتها الشهيرة (أريد رسام من عصر النهضة) لكى يصنع لها بورتريه كان هذا الفنان هو بيترو أنجونى والذى حقق شهرة واسعة بعد أن أصبح المصور الخاص بالأسرة الملكية البريطانية وكان ذلك فى منتص القرن الماضى وبالتحيد عام 1956.

حينما تطالع البوترية الذى رسمه بيترو أنجونى لنفسه فى مطلع أربعينيات القرن الماضى تعرف أى عصر أحب أن يعيشه هذا الفنان الملهم والمصور النحرير فبورترية انجونى يشبه لحد بعيد بورتريهات حقبة عصر النهضة وفى ملاحظة سريعة نستطيع أيضا أن نكتشف أن انجونى البس صورته فى البورترية زيا يقارب إلى حد بعيد أزياء عصر النهضة ويذكرنا بملابس دافنشى ورافيلو من هنا نعرف إلى أى حقبة أحب أن ينتمى هذا الفنان.

تعتبر بورتريهات بيترو أنجونى من أقوى مخلفات التراث التشكيلى فى القرن العشرين ذلك لعدة نقاط أهمها أنها تمثل عودة قوية للرينيسانس كما قلنا واستلهام ملامح النبالة فى شخصية البورترية كذلك يعتبر استخدام أنجونى لتقنية ال – تيمبوليزم – أى التأثيرات الزمنية حالة من حالات إبداع أنجونى بحيث قدم لنا انجونى مجموعة من الأفريسكات والبورتريهات التى استخدم فيها حيلا فنية تظهرها وكأنها تم انتاجها فى عصر النهضه بالفعل سواء من حيث الأسلوب أو الوضع أو الألوان كذلك المؤثرات التحويلية المجراة على الخامة نفسها.

ولد أنجونى فى ميلانو عام 1910 وبدأ فى دراسة الفن فى سن صغيرة ففى سن عشر سنوات التحق بكلية الأباء البياريستى ودرس هناك وبعد أن بلغ سن الـ17 ذهب لفلورنسا تلك المدينة التى قدر لها أن تكون مهدا لعصر النهضة والتحق باكاديمية فلورنسا للفنون الجميلة حيث درس على أيدى عظماء أمثال فيلتشى جارينى وجوزيبى جراتسيوزي

بدأ أنجونى بعمل بورتريهات للشخصيات العامة فى فلورنسا وميلانو لكنه بعد اختياره كرسام للعائلة الملكية فى أنجلترا طارت شهرته فى كل أنحاء العالم وأصبحت الهيئات تتسابق على رسومات أنجونى وبورتريهاته حتى إن أشهر جريدة فى إيطاليا بل وفى أوربا قاطبة الكورير ديللا سيرا جعلت منها رسامها الخاص من هنا بدأت شهرته أيضا كرسام صحفى تطير حتى وصلت لإمريكا فأستعانت به التايمز أشهر مطبوعات العالم انتشارا، والتى كان عليها منذ الأربعينيات ان تختار شخصية العام العالمية ومن التايم أنطلق أنجونى انطلاقة كبيرة فرسم بورتريهات لأشهر شخصيات العلم من بينهم جون كيندى الذى كان شديد الفخر ببورتريه أنجونى له الذى تصدر عدد العام للتايمز.

أستخدم أنجونى فى وجوهه رصانة وجوه الرينيسانس وبعض من شجن القرن العشرين كما أنه اتجه فى بعض الأحيان لأسلوب مدرسة - برى رافيلى – التى أسسها العبقرى الحالم جابريل روستى فى القرن الـ19 مع بعض زملائه ولجأ أنجونى لاستحضار أسلوبهم لأنه كان بحاجة لأن يواكب بأفكاره القرن العشرين فكانت هذه المدرسة تقدم له دائما حلا وسطا يستطيع أن يتخذه فى أعماله .

وفى عام 1988 تعرض بيترو أنجونى لوعكه صحية نتيجة قرحة فى المعدة دخل على أثرها المستشقى؛ لكن حالته تدهورت ومات نتيجه لتوقف فى وظائف الكلى ودفن فى مدينته الحبيبة فلورنسا فى كنيسة سان مينياتى ال مونتى فى مقبرة الأبواب المقدسه والمعروفة بالبورتا سانتى. لوحات أنجونى تعبر عن مدرسة نهضوية صادقة تجرى دمائها فى عروق القرن العشرين من هنا كرمت الهيئات والمتاحف والحكومات أنجونى عدة مرات فأعتمدت الرويال أكاديمى الأنجليزية لوحاته فى معارضها السنوية وكرمته الحكومة الإيطالية عدة مرات فمنحته عم 1975 وسام فارس الصليب الجمهورى – كالفليرى ديل جران كروتشى –